فقد اختلف المفسرون في معنى هذه الآية، فقال بعضهم: المراد ينسخ ما يشاء من الشرائع ويثبت ما اقتضت حكمته إثباته.
وقيل: يمحو من ديوان الحفظة ما ليس من الحسنات والسيئات، لأنهم مأمورون بكتابة كل شيء:"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"[ق:١٨] .
وذهب ابن عباس -رضي الله عنهما- وجمع من السلف إلى أن المعنى: أن الله تعالى يمحو ما يشاء من الأقدار ويثبت ما يشاء، ويجعل لثبوتها أسباباً ولمحوها أسباباً، كما جعل البر والصلة والإحسان من أسباب طول العمر وزيادة الرزق، وكما جعل المعاصي سبباً لمحق بركة العمر والرزق.
قال ابن كثير -رحمه الله-: وقد يستأنس لهذا القول بما رواه الإمام أحمد عن ثوبان، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وثبت في الصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر، وفي حديث آخر: "إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض" انتهى مختصرا. والله أعلم.