[شقيقتي تقيم مع كافر!]
المجيب د. أحمد بن محمد الخليل
(عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) .
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات أسرية
التاريخ ١١/٠٢/١٤٢٦هـ
السؤال
السلام عليكم.
أرجو أن ترشدوني كيف أتصرف مع شقيقتي البالغة من العمر ٢٥ سنة؟ شقيقتي عندها ولدان وحامل الآن، وهي غير متزوجة، وتعيش مع رجل غير مسلم بلا زواج، لقد آذت شقيقتي عائلتنا كثيراً خلال الأربع سنوات الماضية، وهي ترفض العودة إلينا؛ لأنها تريد العناية بأطفالها، وهي تخاف من والدنا؛ لأنه لا يقبلها ولا يقبل عائلتها. كيف يمكنني معالجة الوضع؟.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
يظهر لي من خلال عرضك أن أختك قد انعزلت عنكم واتخذت لها حياة خاصة، وانقطعت علاقتكم بها بسبب عيشها مع رجل غير مسلم، وعملها هذا لا شك أنه محرم ولا يجوز أن يقع من امرأة مسلمة، ولكن مادام أن الأمر قد وقع وأنت الآن تسأل عن كيفية تلافي الضرر، فالذي أراه أن تحرص على الاتصال بأختك، والحوار معها حول المشكلة التي وقعت فيها بالأسلوب الذي تراه يمكن أن يستميل قلبها، وناقش معها الأسباب التي تجعلها تستمر في علاقتها المحرمة، واحرص على أن تقنعها بضرر ذلك عليها من الناحية الدينية والاجتماعية، وذكرها بما سيؤول إليه حالها في المستقبل إذا لفظها الناس، واستعن في القيام بهذه المهمة بكل الوسائل التي تعتقد أنها تؤثر في نفسية أختك وتحملها على التوبة، وترك ما هي مقيمة عليه، وأخبرها أن التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، قال الله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر: ٥٣] .
وإذا كنت لا تملك المقدرة على شرح هذا فاستخدم الوسائل الدعوية الأخرى كإهداء شريط أو كتيب واصطحبها معك إلى محاضرة أو درس ديني أو أي برنامج نافع يقام في المركز الإسلامي، وحبذا لو رتبت مع بعض الأخوات الداعيات للقيام بزيارتها بصفة مستمرة، وكرر هذا ولا تيأس، وقبل هذا وأثناءه وبعده عليك أن تكثر من الدعاء لها بالهداية، والتمس أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة وآخر ساعة من يوم الجمعة.
وأما مشكلة الأطفال فتستطيع أن توجد لهم حلا يكفل العناية بهم، سواء قمت بذلك بنفسك احتسابا، أو أقنعت أباك للقيام به.
فإذا استجابت لك ووجدت منها تقبلا لما تقول ورغبة في الرجوع إلى الله فإنك تحاول أن تصلح بينها وبين أبيك، ولا أظن أن أباك إذا رأى هذا التحول الإيجابي فيها سيمانع -إن شاء الله- في إيوائها ورعايتها مع الأطفال، وإذا استعصى عليك أمر أبيك فيمكنك أن توسط ذوي العلم والمكانة من الذين يثق بهم أبوك ممن هم في بلدك, وهم سيقومون بهذا الأمر نيابة عنك مع الحرص على أن يتم ذلك بستر تام، وعليك بعد ذلك أن تحرص على جعلها تستمر في حضور مناشط المركز الإسلامي، وترافق أخوات صالحات من المعروفات بالعفاف والالتزام.
ولو قدر أن الرجل الذي تعيش معه دعي إلى الإسلام فاعتنقه عن قناعة وحسن إسلامه فلا بأس أن يتزوجها وتعيش معه، وعليهما أن يستقيما على أحكام الإسلام.
أسأل الله تعالى أن يعينك، وأن يمن على أختك بالهداية ويعفو عنها، وأن يصلح شأنها إنه سميع مجيب.