للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل هذا من العقوق؟]

المجيب عمر بن عبد الله المقبل

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين

التاريخ ٢٥/١١/١٤٢٤هـ

السؤال

أنا فتاة أبواي منفصلان، وأعيش وحدي مع أخي الذي يصغرني بعدة سنوات، أرتدي الحجاب كاملاً مع تغطية الوجه والكفين، ولكن مشكلتي أن والدي ليس ملتزماً، فتسبَّب لي سابقاً في مشاكل كثيرة عند ارتدائي الحجاب، ومنذ ذلك الحين وبعد أن ثبتُّ على قراري في ارتداء الحجاب وهو يعاملني على أني متشددة وغير سوية، والآن أريد أن أغير دراستي وهي الطب؛ وذلك لما يلي:

أولا: لأني غير محبة لها، وأضطررت لإعادة السنة.

ثانياً: لأن الاختلاط شديد جداً، ولا أجد وقتاً إلا فقط لأداء الصلاة المفروضة مع كثرة المذاكرة وضيق الوقت، وبدأت أشعر بالضيق والنفور.

وثالثاً: أني متحملة مسؤولية البيت كاملة، فبعد التزامي بدأت أشعر أني بلا هدف، وأني أدرس الذي يريده مَنْ حولي ليس ما أحب، وأنا الآن أريد أن أدرس دراسات إسلامية في الجامعة، وسؤالي هو: هل بهذا التصرف أكون قد عققت والديَّ إذا أرادا مني الاستمرار في الطب، وأنا صممت على الدراسات الإسلامية؟ آسفة على الإطالة لكني أعاني شديداً بسبب هذا الموضوع، وأنا كارهة لدراستي للطب مُحِبَّةٌ لوالدي، وقد أصبت بحالات اكتئاب كثيرة، وقد استخرت الله، ثم ها أنا ذا أستشيركم وجزاكم الله خيراً.

الجواب

أختي السائلة: - نوَّر الله قلبك بالطاعة- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فأشكر لك ثقتك بموقع (الإسلام اليوم) ، وعرضك مشكلتك على القائمين عليه، راجياً من الله - تعالى - أن يجعل في ما تقرئينه مخرجاً وحلاً لمشكلتك.

أختي الكريمة: أهنئك في البداية على اختيارك ارتداء الحجاب، والتشبه بأفضل من تقتدي بهن المرأة المسلمة، ألا وهن أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن أجمعين-، فأسأل الله - تعالى - لك الثبات على الحق.

أما ما ذكرتيه من الأذى الذي لحقك من والدك بسبب ارتداء الحجاب الشرعي، فهذا نوع من الابتلاء الذي يعرض للمتمسك بالسنة، خاصة في زمان غربة الدين، وغربة المكان - كحالك التي أنت فيها- وهو- أي الابتلاء- سنة ماضية لكل من اختار طريق الجنة، ولذا قال الله - جل وعلا- لمن هم خير منا - من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله" [البقرة:٢١٤] فيأتي الجواب من الرب الرحيم- الذي يعلم ما يلاقيه عباده من شدة وضنك وعناء-: "ألا إن نصر الله قريب" [البقرة: ٢١٤] ، ولقد قال الله - تعالى - مسلياً لنبيه - صلى الله عليه وسلم-: "ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون" [الأنعام:١٠] .

<<  <  ج: ص:  >  >>