لو أن أحداً ظاهر المشركين أي أعانهم على المسلمين، ولم تكن هنالك مودة لهم في قلبه، إنما فعل ذلك لمصلحة دنيوية مع بغضه لهم، فهل يعتبر أتى كفراً بواحاً؟ وهل تعتبر هذه مخالفة صريحة لما نص عليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في هذه المسألة؟
الجواب
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فمن المعلوم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- عدّ من نواقض الإسلام:(مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين) ، ودلل على ذلك بقوله تعالى:"ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين"[المائدة:٥١] .
والذي ينبغي حمل كلامه هذا وفهمه في ضوء ما هو معروف عنه ومتقرر في أكثر من موضع من رسائله وكتبه من عدم تكفير المعين إلا بضوابط وشروط؛ إذ ليس كل من وقع منه الكفر من المعينين يعدُّ كافراً خارجاً عن الملة حتى تتوفر الشروط وتنتفى الموانع، كما ينبغي رد ما اشتبه من كلام الشيخ -رحمه الله- إلى محكمه، ومطلقه إلى ما قيد في مواضع أخر من كتبه ورسائله.
والمكفر من مظاهرة المشركين هو ما انطوى قلب فاعله على محبتهم ومحبة ما هم عليه من الكفر والرضا به، وتأييدهم ونصرتهم على تحقيق ذلك، وأما غيرها من وجوه المظاهرة فلها أحكام تتناسب مع كل نوع منها، وممن فصل القول في ذلك الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه "أحكام أهل الذمة" فليتأمل. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.