للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أخي وصلاة الفجر]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مفاهيم دعوية خاطئة

التاريخ ٢٥/٠١/١٤٢٦هـ

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله، أخ لي كان حريصاً على الحفظ، وحضور الدروس العلمية والمحاضرات وفجأة تحوَّل إلى الدعوة ونجح نجاحاً باهراً، وكسب الكثير من الشباب، ولكن بدأ يترك الكثير من الأعمال؛ وحجته الترفية عن الشباب الجدد في الاستقامة، حتى وصل الأمر به إلى التهاون في صلاة الفجر، أطلب منكم نصيحة في كيفية التعامل معه، ولقد جربت الكثير من الطرق ولم تنجح.

الجواب

الأخ الكريم /

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع (الإسلام اليوم)

الإنسان الموفَّق في هذه الحياة الدنيا هو الذي يوفقه الله لاكتشاف مكامن النجاح لديه ومسبباته والأمور المهيأة إليه. وتحول أخيك من حقل العلم والحفظ وحضور الدروس إلى حقل الدعوة (وفي كل خير) ومن ثم نجاحه ذلك النجاح الباهر -كما تصفه أنت - في هذا المجال لهو دليل على أن مكامن النجاح لديه هي في هذا المجال. وهذا هو المفترض أن نسير عليه جميعنا سواء كان في مجال الدراسة أو العمل أو الوظيفة أو السلوك أو التوجهات أو غير ذلك من الأمور التي نعايشها بشكل يومي ما دمنا نسير في هذه الحياة ... حالة أخيك تذكرني بالكثيرين من الذين يعانون الفشل في هذه الحياة، سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى الاجتماعي المحيط، ولا يدركون أن مكمن الفشل لديهم هو عدم تبصرهم واكتشافهم لبؤرة النجاح لديهم، فلا يزالون يتخبطون يمنة ويسرة لفترة من الزمن حتى يقعوا عليها ويكتشفوها، أو قد لا يتمكنون من ذلك فتستمر لديهم دوامة الفشل ملازمة لهم وملاصقة طيلة حياتهم، فلا يخرجون من فشل وبؤس إلا ويقعون في آخر.

أخي الكريم، أخوك يعلم ويدرك تماماً الواجبات الدينية وأهمية الصلاة والحفاظ عليها، كيف لا؟ وهو الداعي إليها صباحاً ومساءً من خلال برامجه الدعوية والتي انشغل بالعمل بها، ولا أظنه يخفى عليه شيء من أمرها ولذلك يبقى دورك من وجهة نظري هو التذكير والنصح بين كل فترة وأخرى، وتستمر على تخوله بالنصيحة، ولا تظن أبداً أنه لا يأبه بها، كلا فالمرة بعد المرة ستؤدي إلى نتيجة بإذن الله.

كما لا أنسى أن أذكرك بأنك يجب ألاّ تجعل من هذه القضية سبباً في خصام مستديم معه، فتكون قد أسأت التصرف من حيث أردت الإحسان.

أعانك الله ووفقك للبر والإحسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>