رجل سافر وعند مروره بإحدى المدن مكث فيها يوماً أو يومين. فهل يأثم هذا الرجل بترك صلاة الجماعة مدة بقائه في المدينة والصلاة في شقته جمعاً وقصراً بحجة السفر؟ الرجاء بيان أقوال العلماء بالتفصيل أو إحالتي لمصادر هذه الأقوال.
الجواب
لا يجوز للمسلم أن يتخلف عن صلاة الجماعة؛ لما يترتب على ذلك من تعريض المسلم نفسه للعقوبة الشديدة، فقد همَّ - صلى الله عليه وسلم - بتحريق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة بالنار، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيُحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذّن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجالٍ فأحرق عليهم بيوتهم" متفق عليه عند البخاري (٦٤٤) ، ومسلم (٦٥١) واللفظ للبخاري، وقد قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: " من سره أن يلقى الله - تعالى - غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم - صلى الله عليه وسلم - سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجدٍ من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوةٍ يخطوها حسنةً، ويرفعه بها درجةً، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " رواه مسلم (٦٥٤) .