الافتراش في الصلاة بعد التشهد الأخير هل هو خاص بالصلاة الرباعية فقط أم جميع الصلوات؟ أفتونا مأجورين.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
أولاً لا بد من بيان معنى الافتراش حتى لا يحصل خلط في فهم الجواب فأقول: الافتراش كما عرفه ابن قدامة في المغني (٢/٢٠٥) هو: أن يثني رجله اليسرى فيبسطها ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى ويخرجها من تحته ويجعل بطون أصابعه -يعني: اليمنى- على الأرض معتمداً عليها؛ لتكون أطراف أصابعها إلى القبلة.
وهذا الافتراش قد اختلف في محله أهل العلم، والراجح -والله أعلم- أنه يسن في التشهد الأول من الصلاة الثلاثية والرباعية، وكذا في تشهد الصلاة الثنائية، كما يدل لذلك حديث أبي حميد -رضي الله عنه- الوارد في صحيح البخاري برقم (٨٢٨) حيث قال -واصفاً صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-:"فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته".
وأما التورك -وهو الذي يظهر من مراد السائل- فإنه يكون في التشهد الأخير من الصلاة الثلاثية والرباعية كما يشير إليه الحديث السابق وأحاديث أخرى ليس هذا موضع بسطها، والمراد بالتورك كما فسره البهوتي في (الروض المربع مع الحاشية ٢/٨١-٨٢) بما نصه:"يفرش رجله اليسرى، وينصب اليمنى، ويخرجهما عن يمينه، ويجعل أليتيه على الأرض" أ. هـ. والله تعالى أعلم.