ما هو موقف أهل السنة والجماعة من هذا الكلام: المعنى الحرفي لقوله تعالى "ولتصنع على عيني" وقوله تعالى: "فإنك بأعيننا" وقوله تعالى: "واصنع الفلك بأعيننا" فالمعنى الحرفي لهذه النصوص أن الآلة التي بُنِيَ لها الفعل هي: العين، وهذا مجاز، أي:"تحت عنايتنا" فلا بد من التفسير المجازي للآيات! وأنها تعني العناية الفائقة. أرجو التعليق؟
الجواب
الحمد لله، وصلى الله على نبيه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان ووالاه، أما بعد:
فإن أسماء الله وصفاته التي وصف بها نفسه تعالى في كتابه الكريم الذي أنزله، أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله مما صح عنه، يجب التعامل معها كغيرها من كلام الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حملها على الظاهر المتبادر في العربية، ولكن:
دون تمثيل لله بخلقه، ودون تكييف للصفة، وأيضا دون تحريف لمعاني الألفاظ، ودون تأويل لمفهومها بالمجاز ونحو ذلك، إلا إذا دل عليه الدليل.
وليعلم كل مسلم أنه لا يمكنه الإحاطة بمولاه، كما قال تعالى:"ولا يحيطون به علما"[طه:١١٠] وقال تعالى: "هل تعلم له سميا"[مريم:٦٥] فليقطع التفكير في الكيف، بعد إثباته معنى الاسم، والصفة، وما يدلان عليه.
وهذا المنهج هو ما سار عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وهو منهج أهل السنة والجماعة، وهو ما يجب على كل مسلم ومسلمة، وهو الأسلم، والأحكم، والأعلم.
ومن الأدلة الظاهرة على صحة هذا المنهج قول الله تعالى:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"[الشورى: ١١] ، فنفى الله عن نفسه مماثلة خلقه، وأثبت في الوقت نفسه اسمين كريمين وهما: السميع، والبصير.