عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ ٨/٦/١٤٢٥هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة محافظة، بعد سنين مضت في غفلة وإعراض عن الله، وفي الآونة الأخيرة تقدم لي عدة خطّاب ولكني دائمة الرفض لهم؛ على أساس أن تدينهم ليس بذلك، ولا يصلون إلا في البيوت، فهل موقفي هذا صحيح؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا. ً
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الكريمة: أنت الآن على مشارف نهاية العقد الثالث من عمرك، وهذا السن يعتبر متقدماً بالنسبة للفتاة، ومع تقدم العمر يبدأ القلق والخوف من المستقبل، مما ينعكس بصورة سلبية على مجمل الوضع النفسي عندك.
وقد ذكرت في سؤالك أنه تقدم لك عدد من الرجال طالبين الزواج منك، وكان سبب الرفض عدم التزامهم، ولا شك أن هذا السبب في الرفض من أقوى الأسباب، وحسبك أن يكون من أجل الدين، فأنت تريدين أن تبني لك حياة مستقيمة، وهذا لا يتأتى إلا مع رجل يخاف الله، مرضي في دينه وخلقه.
إذاً أنت بين خيارين: خيار القبول برجل التزامه ضعيف، ويدفعك لذلك عمرك الذي يشارف الثلاثين وربما لو تأخرت أكثر لربما زاد القلق وزاد التوتر.
وخيار التصبر حتى يأتي الله بالفرج، ويرزقك بالزوج المناسب الذي ترضين دينه وخلقه. ولذلك أنصحك أختي الكريمة بالتالي: إن كنت قادرة على الانتظار والتريث حتى تجدين الزوج المناسب الذي يخاف الله، وكنت ترين الفرصة ممكنة والخيارات متاحة ولا يحتاج الأمر منك إلا إلى شيء من التروي، فلا شك أن هذا أفضل بالنسبة لك، وهو أولى الحلول؛ ذلك أن الحياة الزوجية يجب أن تبدأ صحيحة حتى تستمر وتستقر. والبداية الصحيحة الموفقة بإذن الله لا تكون إلا مع من يستحي من الله ويخاف منه.
وأما إن كان الانتظار يضر بك كفتاة تحدثها نفسها كل يوم بالرجوع إلى الطريق السابق، أو كنت ترين الفرص تتناقص وتضيق وأن الانتظار قد لا يأتي بالمراد، أو كنت كثيرة التقلب، ـ وإن شاء الله أنك لست كذلك ـ لكن على فرض ذلك، فإن قبولك برجل لا يقيم الصلاة إلا في البيت؛ أخف ضرراً من بقائك بدون زوج، وأنت لا تثقين في صبرك مدة طويلة. وبالله التوفيق.