أرجو من فضيلتكم ضرب بعض الشواهد بالأدلة عن كيفية الحب في الله، وبالذات للمستقيمين على شرع الله؛ لأن منهم من يدخل عليه الشيطان من هذا الشيء وخاصة الذي تاب؛ لأنه لا يعرف كيف يتعامل مع هذا الحب الصافي النقي الطاهر.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يرزقنا حبّه وحب من يحبه، وحب عمل يقربنا إلى حبه. آمين.
١- أخي الكريم، اعلم -يرحمني الله وإياك- أن الحب في الله لا يزيد بالبر، ولا ينقص بالجفاء، وعليه فليس من الحب في الله أية علاقة فيها التبادل واحدة مقابل واحدة؛ إذ ليس الواصل بالمكافئ.
ولعل المثال الحي في قصة مسطح مع الصدّيق رضي الله عنه، وأمر الله فيها كما ورد في سورة النور (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله - وليعفوا وليصفحوا. . ."الآية [النور:٢٢] .
٢- الحب في الله لا يتعدى حدود الله، فليس فيه علاقة جسدية بين ذكر وأنثى. ولا حتى ما يوصّل إليها. وإنما حب خير ودفع شر في إطار من دين وخلق قويم.
٣- الحب في الله إيثار بالخير على النفس ولو كان بها خصاصة، ولعل فيما ورد بشأن الأنصار وحبّهم للمهاجرين المثل الحي لذلك كما ورد في سورة الحشر: "والذين تبو ءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" الآية [الحشر:٩] ....
فابذل من الخير لمن أحببته في الله بالقدر الذي تحبه لنفسك، وهذا هو الحد الأدنى، أو قدّمه على نفسك ابتغاء مرضاة الله وهذا حدّك الأعلى، وحقق هذا البعد في دفع المضار، دون تجاوز لحدود الله أو تفريط في إقامتها، والتزام حقوق الأخ المسلم على أخيه من أوليات مقام الحب في الله تعالى والله المستعان. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم