عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ ٧/٢/١٤٢٤هـ
السؤال
السلام عليكم
هل الشهادة في سبيل الله تغفر بها كل الذنوب؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، الشهادة في سبيل الله المراد بها أن يقتل العبد في معركة قتال المسلمين للكفار، وهو صابر محتسب مقبل غير مدبر، فمن قتل وهو على هذه الحال مجاهداً في سبيل الله أي: أنه يقاتل لإعلاء كلمة الله، فإن الله يغفر له جميع ذنوبه.
فقد صح عن النبي - عليه الصلاة والسلام- أنه قام في الصحابة - رضي الله عنهم- فذكر لهم:"أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال"، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "نعم، إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر إلا الدين، فإن جبريل - عليه السلام- قال لي ذلك" رواه مسلم (١٨٨٥) فهذا الجواب من النبي - صلى الله عليه وسلم- كاف شاف، وهذا فضل عظيم، وإنما كان هذا الفضل للشهادة في سبيل الله، لأن الذي يجاهد في سبيل الله إعلاء لكلمة الله ثم يقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، لا يتصور أن يصر على كبيرة من كبائر الذنوب فمعنى هذا، أن الجهاد على هذا الوجه يتضمن التوبة من جميع الذنوب فيغفر له بهذا العمل الجليل، فأما الدين فإنه حق من حقوق العباد لا يسقط بالقتل في سبيل الله، ولابد أن يؤدي الدين الذي على المجاهد الذي قتل في سبيل الله وإذا لم يؤد في الدنيا فإن الله يؤديه عنه يوم القيامة، كما قال - صلى الله عليه وسلم-:"من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله" البخاري (٢٣٨٧) ، والله أعلم.