من هم يأجوج ومأجوج؟، وأين هم؟، وكيف يفسدون؟، وأين سد ذي الْقَرْنَيْنِ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعتقاد اليهود والنصارى أن يأجوج ومأجوج تمثل قوة عظمى ستجتاح (وفقاً للنبوة الإنجيلية) إسرائيل وتدمرها في آخر الزمان، وهي تمثل المقدمة والعلامة لظهور المسيح، أما في التراث الإسلامي فإن يأجوج ومأجوج يمثلان شعبين شماليين أسطوريين حبسهما الاسكندر الأكبر خلف سور عظيم وأنهما سوف يظهران قبل يوم القيامة.
وفي مقاطع إنجيلية وفي أسفار مسيحية ويهودية أن "جوج" مقيد بقوة عدوانية أخرى هي: "مأجوج"، بينما جاء في مواضع أخرى بأن "مأجوج" هو في الحقيقة مكان منشأ وأصل "جوج"، ومن القصص الشائعة في أوروبا أن الاسكندر قد طرد "جوج ومأجوج" واثنتين وعشرين أمة شريرة بعيداً نحو الشمال في اتجاه سواحل المحيط الشمالي في شبه جزيرة فيما وراء بحر قزوين، بواسطة سور من الحديد، فعالم الجغرافيا المسلم الإدريسي (١٠٩٩-١١٦٦م) تحدث عن بعثة كانت مهمتها تحديد موقع السور، أو السد الذي حجز تلك القوى الوثنية.
أما القرآن فهو يشير بكل وضوح إلى ما كان يتمتع به ذو القرنين من علم وفير في أصول وأحكام الدين وإلى وحدانية الله وربوبيته.
وقال بعض العلماء: إن يأجوج ومأجوج من نسل يافث أبي الترك، وإنهم سموا تركا لأنهم تركوا من وراء السد. وهما قبيلتان من بني آدم في خلقهم تشويه، منهم مفرط في الطول ومنهم مفرط في القصر، قوم مفسدون بالقتل والسلب والنهب.
وجاء في مسند الإمام أحمد (٢١٢٩٩)" ... يأجوج ومأجوج عراض الوجوه، صغار العيون، شهب الشعاف، من كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة". فيه عن الصفات الجسمية لهؤلاء: والشهب: البياض. والشعاف: أعلى شعر الرأس. والمجان المطرقة: يعني التراس التي طُورق بعضها على بعض. وأن ذا القرنين دخل بلاد الصين حيث مدينة "جنج جو" (ZHENG ZHOU) هي المدينة التي بُني فيها الردم.
ويقطن يأجوج ومأجوج شمال، وشمال شرق، وشمال غرب الحدود الصينية. صفاتهم: عراض الوجوه (المسطحة) نسبياً، والجسم قصير ممتلئ مع أطراف قصيرة، ورؤوسهم قصيرة، ووجوههم بيضاء أو مدورة، وقامتهم قصيرة.