١- نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا يورث كما دل على ذلك الحديث الصحيح، في البخاري (٣٠٩٣) ، ومسلم (١٧٥٨) أنه قال: "لا نورث ما تركنا صدقة" وبهذا عمل أبو بكر والصحابة -رضي الله عنهم- فيما خلفه النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم عملوا فيه بأمره صلى الله عليه وسلم، حيث قال:"لا يقتسم ورثتي ديناراً ولا درهما، ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي، فهو صدقة" رواه البخاري (٢٧٧٦) ، ومسلم (١٧٦٠) .
٢- أما فيما يتعلق بباقي الأنبياء عليهم السلام فإن جمهور أهل العلم على أن حكمهم كحكم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لقوله:"إنا معاشر الأنبياء لا نورث" أخرجه أحمد (٩٥٩٣) وأصله في الصحيحين، وذهب بعض أهل العلم كابن عُليَّة إلى أن هذا الحكم خاص بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن غيره من الأنبياء يورثون، ومما استدل به قوله تعالى حكاية عن زكريا "يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ"[مريم:٦] وقوله: "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ"[النمل:١٦] .
والصحيح الذي عليه أكثر أهل العلم أن سائر الأنبياء لا يورثون؛ للحديث السابق، وأما الآيات السابقة فهي محمولة على أن المراد بها وراثة العلم، والحكمة، والملك، لا وراثة المال.
٣- وما ذكره السائل من أن سليمان ورث من داود ألف حصان، فإن هذا من أخبار بني إسرائيل التي لا يصح الاعتماد عليها. والله أعلم.