[حديث النار التي تحشر الناس في الشام]
المجيب د. أحمد بن عبد اللطيف العبد اللطيف
الأستاذ بقسم العقيدة بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ٢٧/٠١/١٤٢٧هـ
السؤال
في الحديث الذي يذكر فيه حشر الناس من نار تخرج من عدن، وتحشرهم في الشام، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، ويحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا".
لدي استفساران:
١- أين وسائل النقل الحديثة من سيارات وغيرها.
٢- لماذا لا يحشر إلا الذين في جزيرة العرب؟ أين بقية العالم، وأين الذين في أرجاء المعمورة؟ أتمنى الجواب الشافي.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فمن أشراط الساعة الكبرى التي أخبر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- "نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم".
وروى الإمام أحمد (٤٥٢٢) ، والترمذي (٢٢١٧) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ستخرج نار من حضرموت -أو من نحو بحر حضرموت- قبل يوم القيامة تحشر الناس".
كما ورد في البخاري (٣٣٢٩) جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المسائل التي سألها عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- ومنها: ما أول أشراط الساعة؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب".
وجمع أهل العلم بين هذه الروايات بأن كون النار تخرج من قعر عدن لا يعارض حشرها للناس من المشرق إلى المغرب؛ لأن ابتداء خروجها من قعر عدن ثم ينتشر في الأرض كلها.
ولعل هذا الجواب يجيب عن تساول السائل.
أما تساؤله الأول عن وسائل المواصلات، فظاهر أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة تدل على انتهاء هذه الحضارة، وسيعود الناس كما كانوا، والعلم عند الله تعالى.
وللعلم فإن من أشراط الساعة الصغرى: نار تخرج من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل لها ببصرى، وقد ظهرت هذه النار عام (٦٥٤هـ) ، وقد ذكرها أهل العلم كالنووي وابن كثير.
ومما يجدر ذكره أن هذا الحشر ليس هو الحشر يوم القيامة؛ لأن الناس يحشرون عراة حفاة غرلاً، ويبعثون من قبورهم بعد نفخ الصور.
والله أعلم.