وكيلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ ١٢/٨/١٤٢٤هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شيخنا الفاضل: أنا شاب تعرفت على شابة وأود الزواج منها، ولكنها ليست من بلدي وأهلي رافضون، وأهلها أيضاً، ونحن تعدينا سن العشرين فهل من الممكن أن نتزوج على سنة الله ورسوله عليه السلام، دون الرجوع للأهل؟ أم أننا ننتظرهم يحددوا ما يريدون وما علينا إلا القبول بما يريدون؟ أنا لا أعني العقوق بالوالدين، لكن هذا الأمر يعد شيئاً شخصياً وحقاً من حقوق أي مسلم.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فيا أخي الكريم.. إن في سؤالك عدداً من الوقفات التي ينبغي أن نقف عندها:
أولا: إن طريقة تعرفك على هذه الشابة، والذي يظهر أنه تم من وراء أهلها أمر لا يجوز شرعاً؛ لأنه انتهاك لحرمات الآخرين، ولا يجوز عرفاً؛ لأنه انتهاك للأعراف التي تسير عليها البيوتات المسلمة اليوم في بلادك.
ثانيا: إن طاعة الوالدين وبرهما واجبة في كل أمر من أمور الحياة، فكيف في شأن مثل هذا الشأن؟ ألا تتمنى دعوة طيبة مباركة منهما لعلها تستجاب فيبارك الله لك في زوجك ومستقبلك، فإذا كانت فتاة صالحة ترضى دينها وخلقها فحاول أن تقوم باسترضاء والديك ووالديها بإدخال وسائط خارجية؛ مثل الأقارب والأصدقاء، ثم لا بد أن ترضى بما قسم الله لك فهو خير بلا شك، فإن الله تعالى يقول:"وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم "[البقرة:٢١٦] .
ثالثا: إن رضا الولي شرط في صحة الزواج بالنسبة للزوجة، فلا يجوز لها أن تزوج نفسها في حال وجود أبيها أو أخيها أو وليها إلا برضا الولي، ولا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها فإذا كان لها ولي يزوجها وإلا فوليها ولي أمر المسلمين.
رابعا: إني أذكِّرك بأن أي زواج مبني على معصية لا خير فيه. فاتق الله في والديك ووالديها، واعلم أن الخير فيما يختاره الله، ولعل الله ـ إن تركت التزوج منها خوفا من الله وإرضاء لوالديك ووالديها ـ أن يرزقك خيراً منها، ويرزقها خيراً منك. والله المستعان.