[تعرفت عليه.. وعلاقتنا جادة، فما المحظور؟!]
المجيب سميرة حمزة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الإعجاب والتعلق
التاريخ ١٩/٠٢/١٤٢٧هـ
السؤال
أنا شابة مسلمة أقيم في بلاد الغرب. أصلي وأقرأ القرآن لكني لست محجبة، فأنا أتابع دراستي، وأخاف ألا يتقبل المجتمع تحجبي وبالتالي يضيع مستقبلي المهني. لذلك أجَّلت التوبة الفعلية إلى حين عودتي إلى بلدي، لكن الأمر يتطلب وقتاً فماذا أفعل؟
مشكلتي الأخرى أنني تعرفت على شاب عن طريق الشات، وقد تطورت علاقتنا، فهو خلوق ومتدين وخجول، ينصحني بالحجاب والحياء، وهو يعيش في بلد آخر فنتكلم أحياناً بالهاتف، ويجمعنا الاحترام والمودة. العلاقة بيننا جادة، وأنا لا أريد أن أخسره لأنه إنسان جيد. أرشدوني.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد ذكرت في خطابك أنك فتاة مسلمة ملتزمة بكافة أوامر الشرع ما عدا الحجاب الذي تقرين بوجوبه على كل مسلمة، وأراك -يا أختي- قد وضعت يديك على موضع الجرح، فالشيطان حريص على إهلاك بني آدم، ولذلك يوسوس لك بأن ارتداءك للحجاب سوف يؤثر على مستقبلك المهني، ويخوفك بنظرة المجتمع لك، وهذا كله من كيد الشيطان وتدليسه.
ونصيحتي لك -يا أختي- أن تحذري من وساوس الشيطان، وتتمسكي بما أمرك الله به دون النظر إلى المخلوقين، وتذكري قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن طلب رضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس" ثم يا عزيزتي من الذي ضمن لك المستقبل المهني الذي تتعلمين من أجله، وتتخوفين من الحجاب لأجله؟! فنحن لا نضمن أشياء كثيرة قد تقف عائقاً أمام طموحاتنا وأحلامنا، ولكن الشيء الوحيد الذي نضمنه هو أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن الله إذا أحب العبد حبب فيه عباده، ويسَّر له أموره وبلغه مراده.
أما القضية الثانية التي طرحتيها، وهي علاقتك بشاب عن طريق الشات، فالذي أراه أن مثل هذه العلاقات لا يمكن الاطمئنان لها، وهي ذات خطر كبير؛ حيث لا يمكن معرفة حقيقة هذا الإنسان الذي تتكلمين معه عن طريق الشات.
وكم من المشكلات التي وقعت نتيجة لمثل هذه العلاقات، ولا أدري ما الفرق بين الفتاة التي تتعرف على شاب عن طريق الهاتف، والتي تتعرف على شاب عن طريق الشات، ولو قدر الله أن تتوج هذه العلاقة بالزواج فسيعتريها نفس المشكلات التي تعتري العلاقات التي تبدأ بداية خاطئة.
أختي الحبيبة، أو بمعنى أصح بنيتي، نصيحتي لك بأن تعيدي الأمور إلى نصابها؛ (ليتوجه هذا الشاب إلى أبيك ويتقدم بصورة رسمية؛ حتى تتأكدي من جديته في هذا الأمر، وإلا فالأولى لك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب فوراً.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظك ويلهمك الصواب.