التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ ١١-١٢-١٤٢٣
السؤال
مشكلتي أنني لم أتزوج إلى الآن والسبب أنه في بداية حياتي ومنذ تخرجي من الجامعة تقدم لي الكثيرون، ولكن كان أهلي يرفضونهم لأسباب عديدة، وأنا لم أعترض على تصرفاتهم لأنني لا أريد إغضابهم وخاصة أبي، والآن تقدم لي أحد أقربائي وهو يصغرني بالعمر, والله يعلم أنني لم أكن أتخيله زوجاً لي في يومٍ من الأيام، ولكن أبي أصر عليه وحاولت الاعتراض وغضب مني كثيراً ولم يكلمني منذ شهرين بحجة أنني عاصية لأوامره، وأنا التي ضيعت عمري من أجل إرضاء أبي وتحملت الكثير, ولأنني أعتقد أن التقبل أهم شيء في الحياة الزوجية. أفيدوني ماذا أفعل جزاكم الله خيراً؟
الجواب
الأخت الكريمة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكرك على حرصك على السؤال والاستفتاء في أمر دينك وأسأل الله لك التوفيق، وبالنسبة لموضوع زواجك وموقف أبيك منه، فأولاً: من الضروري أن تتذكري أن طاعة الوالدين واجبة ما لم يأمرا بمعصية وأن الإنسان منا ينال بطاعتهما الأجر والثواب، ويحقق بها عبادة عظيمة يحبها الله تبارك وتعالى وبالتالي لا ينبغي أن يحزن لذلك أو يتحسر على بره بوالديه أو يشعر بأن عاقبة ذلك البر إلى بؤس وحزن وحسرة بل الواجب حسن الظن بالله فإنه لا يأمرنا إلا بما فيه الصلاح والخير لنا والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، ثم إن الرجل إذا تقدم للزواج وكان ذا دين وخلق فلا ينبغي رده لأن عاقبة ذلك وخيمة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الصحيح يقول -عليه الصلاة والسلام-:"إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وعلى هذا فلا وجه لرد ذلك القريب إذا كان ذا خلق ودين ولو كان أصغر منك سناً ولك في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أسوة، ثم إن الرضى والقبول للشخص ليس بالضرورة أن يكون في أول الأمر، وإنما يكون ذلك بعد معرفته جيداً ومعرفة منطقه وسلوكه وبالتالي أرى أنه من السابق لأوانه الحكم على الشخص بعدم مناسبته أو أن الزواج سيكون فاشلاً قبل السماع منه والسؤال عنه ومعرفة ما عليه من الصلاح والاستقامة.
فأنصحك بعدم التعجل في الرد وعدم معارضة والدك وتأكدي أنه لا يريد إلا الخير والصلاح لك والله الموفق وهو المستعان، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.