[نصائحي تصدم بتعنت أخواتي]
المجيب د. سلمان بن فهد العودة
المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين
التاريخ ٢٣/٠٦/١٤٢٥هـ
السؤال
والدي من النوع السلبي في المنزل بعكسي حيث أحاول قدر الإمكان إصلاح وتعديل ما أراه يستحق الإصلاح من شأن أمي وأخواتي حيث إنه لا إخوة ذكور غيري، ولكن نصحي لهم يصطدم بتعنت أمي وأخواتي حيث لا يتقبلن مني أي نصح، فهن تعودن على إدارة أمورهن بأنفسهن، ويحاولن الاستقلال بكل الأشكال، وعندما تصل الأمور لدرجة يجب استخدام القوة معهن لمنعهن من القيام بمنكر أفاجأ بتدخلها لصالحهن بدون أي تردد أو تحكيم للعقل، مع أن والدتي متعلمة وتدعي الالتزام. آسف على الإطالة ولكنها معاناة سنوات.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
أخي الفاضل: هذا قدرك فالحمد لله على قضاء الله وقدره.
معاناتك مع أقرب الناس لك والديك وأخواتك فلا مناص من العمل والدعوة بالصبر والحكمة، فأنت على أجر، وعلى خير، وكل عمل تعمله احتسب عند الله ذلك ولو لم يتحقق لك ما تريد.
من أعظم وسائل تغير الأسرة لطريق الخير والهدى هو الدعوة بالحكمة والأخلاق الفاضلة من ابتسامة، هدية، تقديم الحاجات التي يطلبونها، الجلوس معهم، تحريك عواطفهم للخير وعمله من خلال عرض نماذج من أعمال الخير التي تحتاج إلى مساعدة، أدخل مع الهدايا بعض الأشرطة النافعة الجذابة.
ينبغي أن يكون لك حضور في حياتهم بالاتصال بهم والسؤال عنهم وقضاء حوائجهم، وألا تكون علاقتك بهم مجرد تقديم النصائح وإصدار الأوامر، وتذكر "فبما رحمة من الله لنت لهم"، ودعني أعتب عليك ذكرك لاستخدام القوة، فهل تستطيع بناء القناعة بالقوة أم بالإقناع.
تذكر أن الله رفيق يحب الرفق، وأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وأن الله يعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف.
التأكيد على الهدايا لأن لها أثر عظيم في تغير النفوس وتوجه القلوب؛ كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تهادوا تحابوا" رواه البخاري في الأدب المفرد (٥٩٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وحسنه الألباني- رحمه الله-.
نحن متأكدون - بإذن الله- سترى الآثار التي تحبها على أهلك، ولكن لا تعجل وأبشر بخير. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.