[حالي.. وأحلامي.. وتشاؤمي ... !!!]
المجيب أحمد بن علي المقبل
مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /القلق
التاريخ ١٧-٢-١٤٢٣
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنا شاب أدرس بالجامعة وعندي سيارة ومرتاح وحالي ميسور ولكن عندي مشكلة هي أني متشائم بالمستقبل وحائر في دنيتي.. مع أني أصلي ومحافظ على الصلاة.. ولكن أتمنى الزواج والراتب وسداد ديوني.. أحس في نفسي نقص أتمنى إكماله وأتمنى أن أرتاح وأتمنى ألا أمد يدي للحرام خوفاً من رب العالمين ولكن ظروفي لا تساعد وكل مرة يوسوس لي الشيطان ويريدني أن أفعل عمل أخالف فيه رب العالمين.. أحياناً أقبل وأحياناً لا..
أرجو أن أجد الحل لمشكلتي وأتمنى أن أرتاح وأريح ضيق النفس والقلب.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي الكريم أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل.. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:-
أولاً: التفاؤل والتشاؤم - أخي الكريم - شعور داخلي نحن مسؤولون عنه.. ولا أحد غيرنا..! ونحن الذين نوجده أو العكس.. وأنت كما تذكر - بحمد الله - ميسور الحال وظروفك إلى حد كبير مناسبة.. ومتعلم.. وصحتك جيدة.. والمستقبل - بإذن الله - أمامك مفتوح.. فلماذا كل هذا التشاؤم..؟!!
ثانيا ً: صدقني.. كثيراً ما تنتابنا مثل هذه المشاعر " السوداوية" " والحزن الغامض" الذي هو بقايا من صور ومشاهد علقت في "عقلنا الباطن" وتجمعت في أكثر من موقف وأكثر من مناسبة.. وبالتالي ظهرت الصورة أمامنا مشوشة وكئيبة!!!
كما تتجمع الأوساخ والأتربة على زجاج السيارة الأمامي شيئاً فشيئاً حتى تحجب الرؤية..!! والحل هنا إزالة مثل هذه الأوساخ والأتربة بين فترة وأخرى.. والتعامل معها على أنها شيء طبيعي يمكننا إزالته والتخلص منه ببساطة!!
ثالثاً: إن مجرد شعورنا بقدراتنا على التعامل مع ذلك الشعور.. وعدم التوقف أمامه طويلاً.. يزيل جزءاً كبيراً منه..! ويبقى جزء يسير نستكمل إزالته بالتفاؤل.." تفاءلوا بالخير تجدوه " وهذه حقيقة.. وليست مجرد شعار.. فقانون " التداعي" قانون مهم مؤثر وخطير.. وهو قانون نفسي معروف مفاده أن الأفكار الإيجابية تستدعي مواقف إيجابية والأفكار السلبية تستدعي مواقف سلبية!!!
رابعاً: الحمد لله الذي وفقك للمحافظة على الصلاة.. وهي نعمة كبيرة اسأل الله لي ولك الثبات عليها حتى الممات.. وأما حيرتك وشعورك - أحياناً - بالنقص.. والرغبة في استكماله فهو شعور رائع.. يعني "الطموح"
والرغبة في الارتقاء.. واكتساب المهارات الاجتماعية.. وهو أمر متوفر أثق أنك قادر عليه - بعون الله -
فلا تقلل من قدرتك.. ولا تتوقف طويلاً أمام تلك الهواجس التي تنتابك أحياناً.. وحدد هدفك بوضوح وحاول تحقيقه.. متكلاً على الله ومستعيذاً من نزغات الشيطان الرجيم قائماً وقاعداً (إن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدواً) .