[أحبه حتى بعد زواجه]
المجيب د. خالد بن حمد الجابر
مستشار طب الأسرة.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ ٢٩/٣/١٤٢٥هـ
السؤال
أنا فتاة، تعلق قلبي بشاب من قريتي فألهب حبه قلبي دون أن يعلم، مع العلم أنه ملتزم، وعندما صارحته بذلك قال إنه قد خطب أخرى، ولكني لم أقتنع فظللت أتقرب منه حتى أوقعته في حبي، ولكنه تزوج وما زال يحبني، وأنا لم أقدر على نسيانه، فنصحني بحفظ القرآن، ولكن دون جدوى، فقد زدت شوقاً إليه وحباً له، وحاصرني حبه من كل مكان، وقد تقدم إلي أكثر من خاطب ولكن قلبي ما هدأ ولا قبل بأحد والشاب يتعذب معي! فأغيثوني بنصيحة تطفي لواعج قلبي وقلبه! جزاكم الله ألف خير.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أصدقك القول يا أختي لقد دمعت عيني وأنا أقرأ خطابك الرقيق المتقطر عشقاً وولها.. كان الله في عونك وعون قلبك وقلب صاحبك.
وقد طلبت منا نصيحة (تطفئ لواعج قلبك وقلبه) ، لأنك (لم تقدري على نسيانه) ، وأن (حبه حاصرك من كل مكان!) ، وأن (قلبك ما هدا) ، (ولم تقبلي بأحد مع كثرة الخطاب) ، ودعوت لنا بمليون خير، فأنا إن شاء الله مغيثك ليس بما يطفئ قلبك وحسب وإنما إن شاء الله بما يملؤه راحة وطمأنينة وهدوءا، والتوفيق والسداد والعون من واحد أحد جربناه مراراً فما خيب لنا سبحانه ظنا ولا رجاء!، كم تعالى وتقدس!!.
غير أني أشترط عليك شرطاً واحداً إن أنت وفيت لي به، فلك بعون الله ما طلبتِ، فهل أنت على الشرط قادرة؟
وشرطي هو: هل أنت تريدين مني جواباً يرضي عشقك وولهك وهيامك وحبك؟ ، أم تريدين حلا يخلصك من "الورطة" وإن لم يرض العشق والوله والهيام؟؟
هل فهمت الشرط؟
حسناً، فلنبدأ على بركة الله.. وسيكون حديثي مفصلاً بعض الشيء وربما يطول، لكثرة الحالات المشابهة.
أولاً: دراسة الحالة..
١) يا رقة الأنثى!!
قد علمت من سؤالك أنك أنثى!! ، وأنك ذات ١٧ ربيعاً، وهذه هي مشكلتك!! ، لأن عاطفة الفتاة تهيج في هذه السن، بصورة قوية عنيفة، فتصبح أكثر حديثاً عن الحب والمحبة، والوله والعشق. والمرأة خلقت للرجل، والرجل خلق لها، وميل أحدهما للآخر جزء من فطرة الله وناموسه في هذا الكون. لكنه في الإسلام ليس له إلا طريق واحد هو الزواج.
وقد يحصل من بعض الفتيات علاقة عاطفية مع رجل آخر قبل الزواج، إما عن طريق المكالمات الهاتفية، أو اللقاء في السوق، أو كونه أحد المعارف أو الجيران، وأشباه ذلك. قد يحصل هذا، وبعضه مرفوض عرفاً وشرعاً، وبعضه قد يكون مقبولاً، كما لو أحبت الفتاة قريبها أو ابن جيرانها، كانت تعرفه أيام الطفولة والصبا، وكبرا وكبر الحب معهما، وهذا الحب لا سلطان عليه.
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا*** إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البهم
إنه لابد أن تعرفي أن توقد عاطفتك سببه المرحلة العمرية التي تمرين بها، وستعجبين حين يمتد بك العمر بإذن الله، ثم تتذكرين ما حصل منك أيام المراهقة فتستلقين على ظهرك من كثرة الضحك!!، هكذا حصل مع كثيرين وكثيرات! .
٢) كيف دخلت المها في الشبكة؟!