سمعتُ بعض الناس يقولون: إن مهام الملائكة الكرام الكاتبين الموكلين بالشخص تتغير في أوقات الفجر والمغرب. فهل هناك أي حديث صحيح بهذا الشأن؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد جاء في القرآن والسنة الصحيحة بيان أن الملائكة أصناف متعددة، منهم الحفظة والكتبة والسيارة التي تبحث عن حلق الذكر.
فأما كتبة أعمال بني آدم -كما ورد في سؤالك- فقد جاء تحقيق وصفهم بالكتبة، وجاء ذكر تعاقبهم في الحديث الصحيح في صلاة الفجر وصلاة العصر، صحيح البخاري (٥٥٥) ، وصحيح مسلم (٦٣٢) . ولا أحسب ذلك تغيرا للمهام، بل تعاقب بين الملائكة، ومن الأدلة على ذلك:
٢- وقوله عز وجل:"وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا"[الإسراء:٧٨] . قال ابن عطية: معناه ليشهده حفظة النهار وحفظة الليل من الملائكة حسبما ورد في الحديث المشهور من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر.." الحديث بطوله من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- وغيره، وعلى القول بذلك مضى الجمهور.
٣- وقوله سبحانه:"إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"[ق:١٧، ١٨] . و"المتلقيان" الملكان الموكلان بكل إنسان، ملك اليمين الذي يكتب الحسنات، وملك الشمال الذي يكتب السيئات.