[تنظيم النسل]
المجيب د. محمد بن عبد الرحمن العمير
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالإحساء وعميد كلية التربية بالجامعة
التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ عشرة النساء/العزل والإجهاض وتحديد النسل
التاريخ ٢٥/٠٨/١٤٢٥هـ
السؤال
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
أبدأ سؤالي بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:"رحم الله امرأ عرف قدر نفسه فوقف عنده"، وأنا مقدِّر نفسي ألا أستطيع إعالة وتربية تربية إسلامية صحيحة، ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في أبنائي، إذا زادوا عن أربعة أولاد، مع وجود فترات تباعد بينهم ربما تزيد عن خمس سنوات، فمثلاً لدي الآن بنتان وأرغب الفرق بينهما سنة واحدة، وأرغب بعد أن يصبح عمر الكبرى سبع سنوات سأحاول إنجاب اثنين آخرين وهكذا، وبهذه الحالة سيصبح المجموع بعد إرادة الله ستة أطفال في أحسن الأحوال، وأعتقد في حالة الزيادة عن وجود طفلين سوف يتشتت جهدي وجهد الأم بينهم، مما يؤثر -بلا شاع- على تربية الولد من جميع النواحي. والسؤال هنا هل ما أقوم به جائز؟ علماً بأن زوجتي تعارض هذا الشيء، وهل لي أن أجبرها؟
الجواب
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي السائل الكريم: لقد تضمن سؤالك رغبتك في تنظيم نسلك على صورة معينة، وأن زوجتك تعارض ذلك.
من حيث المبدأ فإن العمل على التحكم المؤقت في الإنجاب بقصد المباعدة بين فترات الحمل، أو إيقافه لمدة معينة من الزمان، جائز إذا دعت إليه حاجة معتبرة شرعاً؛ كالرغبة في حسن التربية، أو الوضع الصحي للزوجة، بشروط من أهمها:
١ - أن تكون الوسيلة مشروعة.
٢ - ألا يترتب على ذلك ضرر.
٣ - ألا يكون فيه عدوان على حملٍ قائم.
٤ - موافقة كل من الزوجين.
وعليه فليس من حقك أن تجبر الزوجة على منع الحمل؛ لأن طلب الولد من أهم مقاصد الزواج، ولكني أنصحك أن تسعى لإقناعها بالتي هي أحسن، وأن تبحثا عن حل يرضي كلاً من الطرفين، وألا يكون ذلك سببًا للنزاع، وفساد الود بينكما، وتنافر القلوب أو كثرة المشكلات، والله تعالى يقول: "إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما". والله أعلم وأحكم.