[كيفية التخلص من ضيق النفس والاضطراب والخوف]
المجيب د. تركي بن حمود البطي
طبيب نفسي.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخوف والرهاب
التاريخ ٠١/١١/١٤٢٥هـ
السؤال
كيف يتخلَّص المرء من ضيق النفس، ومن الارتباك والاضطراب، والخوف الذي يعتريه وقت الشدَّة؟.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة: هذا سؤال عام يحتاج إلى تفصيل لكل حالة لوحدها، لكن ما يعتري الإنسان في مثل هذه الأوقات الشديدة قد يكون في حدوده الطبيعية أو في حدوده غير الطبيعيية.
فإذا كان في حدوده الطبيعية فهذا لا يؤثر على إنتاجية الشخص، وإنما يتغلب عليه بالدعاء والتوكل على الله، وكسب الثقة بالنفس، والجرأة، وإن حصل خطأ أو ارتباك فهذا يتلاشى مع الخبرة والاحتكاك.
أما لو كان هذا الخوف أو الضيقة تمنع الإنسان من إنتاج عمل، أو تنقص من كفاءته فقد تجاوزت الحد الطبيعي إلى الحد المرضي، وفي هذه الحالة أنصح بزيارة الطبيب النفسي؛ فقد ينفع في مثل هذه الحالات كثيراً، وإليك - أختي - السائلة هذا التوضيح:
الخوف أو الارتباك غير المرضي:
- يكون متناسباً مع المثير الخارجي وبالحدود الطبيعية، كالخوف من الامتحان أو مقابلة مسؤول، أو غيرها.
- هذا الخوف يكون غير مستمر وليس شديداً، بمعنى أن يكون في بداية الأمر ثم يتلاشى تدريجياً.
- أعراض الخوف والارتباك تكون قليلة، وتحت سيطرة الإنسان.
الخوف والارتباك المرضي:
- يكون غير متناسباً مع شدة المثير الخارجي، فقد يكون المثير الخارجي بسيطاً، أو قابلاً للسيطرة عند الأشخاص العاديين، لكن عند المريض يتفاعل معه بدرجة أشد، مثال الخوف من الأماكن العالية.
- يصاحب هذا الخوف والارتباك أعراض عضوية ونفسية شديدة، وخذ على سبيل المثال:
الأعراض النفسية:
- قلق في التفكير زائد عن حده.
- خوف وفزع.
- ترقُّب وتوقُّع للخوف قبل حدوثه.
- اليقظة الزائدة والحذر.
- نقص التركيز وضعف الذاكرة.
-شدة التأثير بالأصوات الخارجية البسيطة.
- الارتباك.
الأعراض العضوية:
- صعوبة التنفس (خفقان - دوخة) .
- ألم في الصدر (صداع، تشوش في النظر) .
- تنميل (التعرق، برودة الأطراف) .
- جفاف الحلق (صعوبة في البلع، ألم في البطن) .
- إمساك أو إسهال، رجفان.
- يؤدي هذا الخوف أو الاضطراب إلى اضطراب في وظيفة الشخص.
العلاج:
بالنسبة للخوف الطبيعي علاجه يكون بالمواجهة والتدرج للتغلب عليه والحرص على عدم التردد، حتى وإن حصل بسيط، فهذا يتغلب عليه بالخبرة وتكرار الموقف حتى يتعود عليه الإنسان.
أما بالنسبة للخوف المرضي: فالعلاج على شقين:
الأول: دوائي - عبارة عن حبوب تساعد على زيادة إفراز بعض المواد في الدماغ لتساعد الإنسان على التغلب على الخوف.
الثاني: نفسي: أي بالجلسات النفسية، وهذه يقوم بها الأخصائي النفسي عن طريق برنامج محدد لكل مراجع يستطيع من خلاله المريض وضع جدول أو هيكل لشدة الخوف والموقف المحدد؛ حتى يتجاوز هذه الصعوبة، وهذا يكون بالتدرج للتعرض للمثير حتى يتلاشى الخوف.
وكلا العلاجان مهمان وهما مكملان لبعضهما ولا يستغنى أحد عن الآخر.
آمل أن تكوني قد استفدت من الإجابة، ولو أردت المزيد فلا تترددي بالتواصل معنا.