سؤالي يتعلق بعلامات الساعة الكبرى، عند ظهور الأعور الدجال، وبعد أن تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً, لماذا ينزل الله -عز وجل- عيسى -عليه السلام- دون غيره من الرسل؟ أي أعني ما هي العلاقة التي بين عيسى -عليه السلام- والمسيح الدجال؟
الجواب
خروج الدجال ثم نزول عيسى - عليه السلام- حكماً عدلاً من العلامات الكبرى الثابتة بالنص والإجماع، أما العلاقة بين عيسى والمسيح الدجال أو الأصح أن نقول: الحكمة في نزول عيسى - عليه السلام- دون غيره، فهذه المسألة تلمس لها العلماء عدداً من الحكم:
(١) الرد على اليهود الذين زعموا أنهم قتلوه فينزل ويقتلهم ويقتل رئيسهم مسيح الضلالة، كما دل عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- في الصحيحين البخاري (٢٢٢٢) ، ومسلم (١٥٥) ، وحديث النواس بن سمعان -رضي الله عنه- في صحيح مسلم (٢٩٣٧) ، ورجح الحافظ ابن حجر هذه الحكمة على غيرها.
(٢) ومنها أنه ينزل مكذباً للنصارى فيظهر زيفهم في ما ادعوه عليه، ويحاربهم ويكسر شعارهم الصليب، كما أخبر - صلى الله عليه وسلم- "ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير.." متفق عليه عند البخاري (٣٤٤٨) ، ومسلم (١٥٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه-، وعند الطبراني في الأوسط (١٣٤٢) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه- "فيكسر الصليب ويقتل الخنزير والقرد" قال الحافظ في الفتح (٦/٤٩١) ، إسناده لا بأس به.