للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل من سبيل لتخفيف العذاب عن الميت؟]

المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

العقائد والمذاهب الفكرية/البعث وأحوال القبور

التاريخ ١٠/١/١٤٢٥هـ

السؤال

توجد قرية بها مقبرة قريبة من الأهالي، ويقول بعض الأهالي من الثقات إنه يسمع صوتاً ينبعث من أحد القبور.

وسؤالنا الآن عن كيفية مساعدة هذا الميت، وهل توجد طريقة نعرف بها سبب ما يحدث له في قبره؟.

الجواب

ليس هناك أية طريقة يعرف بها ما يحدث للمقبور في قبره إلا عن طريق الوحي الإلهي لأحد أنبيائه ورسله، كما حصل للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الرجلين الذين أخبر عنهما أنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، فكان أحدهما لا يستنزه من البول، والثاني يمشي بالنميمة بين الناس. انظر: البخاري (٢١٦) ، ومسلم (٢٩٢) . أو ما أوحي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في أصحاب القبور من اليهود الذين يعذبون في قبورهم. انظر: البخاري (١٠٥٠) ، ومسلم (٥٨٦) .

كما أنه لا مجال لمساعدة المقبور في قبره إلا إذا كان مسلماً، فينفعه ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" مسلم (١٦٣١) . فلا مجال لنفع الميت المسلم إلا بالصدقة الجارية أو الدعاء له.

كما أنه لا يلزم من هذا الصوت المسموع من المقبرة أو تلك الرؤيا أن المذكور يعذب في قبره، والرؤى لا يبنى عليها أحكام، وإنما هي مبشرات كما قال -صلى الله عليه وسلم-.

أما شق الجريد الأخضر ووضعه على القبر كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فالصحيح أن هذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كما قرره المحققون من أهل العلم. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>