للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سفري.. أثر على ديني!!!]

المجيب عبد الله العيادة

عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ ٥/٦/١٤٢٢

السؤال

أنا رجل متدين أحافظ على جميع الصلوات في المسجد ومسلكي طيب وجميع معاملاتي وفق التعاليم الإسلامية والحمد لله. مشكلتي أنني مرتبط بأصدقاء بعضهم لا يصلون ولا يتورعون عن عمل المعاصي والمنكرات خاصة إذا سافرنا خارج البلاد واحياناً أتأثر بهم واعمل ما يعملون!!!

وعندما أعود من السفر..أندم وأتألم كثيراً واستغفر وأتوب وأقوم الليل وأعتمر.. واتضرع إلى الله بأن يغفر لي.

ولكن.. وبعد مرور سنة وعند مقدم الإجازة.. يخطط الشباب لرحلة أخرى.. فأحاول التهرب منهم وتقديم الأعذار ولكنهم يستطيعون في كل مره إقناعي فلهم طرقهم الخاصة في ذلك.. خاصة وانه لا يوجد لي أصدقاء غيرهم أرشدوني.. وانصحوني..

وجزاكم الله خير الجزاء.

الجواب

ما أسهل الثناء على النفس، فهو لا يكلف شيئاً، وبه نحاول أن نضفي على أنفسنا ستار الإقناع لنبرر بعد ذلك ما يصدر منا من أفعال تخالف ما ندعي أننا متمسكون به.

يا أخي بارك الله فيك حل المشكلة بيدك ولكن مع الأسف أنت لا تريده والسبب وحسبما يظهر لي من تعبيرك أنك تتلذذ فيما يفعلون وتريده وترغبه وتخادع نفسك بحيل وهي أنك إذا عدت استغفرت وذهبت إلى مكة ثم تظن أن كل شيء قد انتهى وكأني أحس بخطرات الشيطان في نفسك يقول لك لا عليك أنت رافض لما تفعل وكاره له وإذا عدت إلى وطنك إذهب إلى مكة وينتهي كل شيء، فإذا مرت سنة أتى الشيطان مرة أخرى وزين ما كرهت ودغدغ مشاعرك بالغسيل بعد العودة يقول لك إذا عدت فاذهب إلى مكة وتنتهي المشكلة وهكذا دواليك.. يا أخي ويا حبيبي ربنا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور , والتوبة بابها مفتوح ولكن من يظمن لك أنك إذا سافرت ستعود مرة أخرى وتسافر إلى مكة للغسيل الدوري، فقد يختم لك وأنت على تلك المعصية [فانتبه لذلك]

أما قولك أنهم يقررون رأيك ويؤثرون عليك فتضعف هذا ليس بصحيح فأنت في عقلك الباطن أصلاً تريد ذلك والدليل أنهم لو أكرهوك على الدخول في صفقة تجارية خاسرة فلن توافق أبداً، أو لو طلب أحدهم منك طلباً مثل أن يهاتف زوجتك أو أختك وأنتم هناك تقترفون ما حرم الله فستظهر عضلات عقلك المسلوبة وقد تقاتلهم فما هو الفرق إذاً.

ومشكلتك أنك قد حكمت على نفسك وهو قولك أني لا أستطيع أن أفارقهم ألم أقل لك أنك ترغب فيهم.

لذا إذا أردت النجاة والشفاء والإقلاع فما عليك بكل بساطة إلا التخلي عن رغبتك المرتبطة بصداقتك لهم. والصدق مع النفس. ثم تتركهم إلى غير رجعة إذا كنت صادقاً في طلبك وأظن أننا جميعاً نتفق أننا لا نقدم أحداً على أنفسنا بالمغانم والنجاة. ارأيت لو كنت في سفينة وأحاطت الأمواج بهذه السفينة من كل جهة وشارفت على الغرق ثم قرر قائد السفينة أن يلقي بواحد منكم لتنجوا السفينة ثم جعل الخيار في يدك بحيث تختار أنت من يلقى في البحر لتنجوا السفينة هل تتوقع أننا سنصدقك إذا قلت ألقي نفسي، أظن أن هذا ضرب من الخيال بل ستعمد إلى أقرب واحد منهم ثم تلقيه، هكذا نحن دائماً لا نحب إلا أنفسنا.

إذاً يا أخي الفرصة متاحة لك بأن تنجو بنفسك من هذا اليم الآسن ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفقك الله ورعاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>