ما رأيكم في مشاركتي في جلسة (الأذكار الجماعية) التي يقوم بها الإخوة الدعاة في لياليهم التربوية؟ مع العلم أن مقاطعتها قد تؤثر في وحدة صفنا.
الجواب
الحمد لله، وبعد:
فإن تلاوة الذكر بصوت واحد من الجماعة لم يكن من هدي سلف الأمة، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجلس في المسجد كثيراً ولم يُنقل أنه كان يذكر الله مع أصحابه فينطق ويرددون، بل ثبت عنه في أحد أسفاره أنهم لما رفعوا أصواتهم بالذكر قال لهم:" اربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصمّ ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريبا وهو معكم". البخاري (٢٩٩٢) ، مسلم (٢٧٠٤) واللفظ له.
فإن كان هؤلاء الذين تجلس معهم يكثر فيهم أمثال هذه البدع فلا حاجة في الجلوس معهم والخير في الانفراد عنهم، وأما إن كانوا يغلب عليهم السنة وقد يخطئون في أشياء يسيرة كمثل ما ذكرت فعليك بمناصحتهم وتعليمهم والبيان لهم بالأسلوب المناسب، وشاركهم فيما كان من السنة ولا تشاركهم فيما ترتاب فيه، وليس في هذا تفريق صف -إن شاء الله-، "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً"[الطلاق: ٢] وتوكل على الله "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"[الطلاق:٣] ، واصدق في مطلوبك ولا يكن لنفسك حظ في ذلك، وسيقبلون منك -بإذن الله-، والسلام.