إن الله بعث إلينا رسوله الكريم محمدًا صلى الله عليه وسلم وأيده بمعجزات كثيرة، فهل حقًّا كان من هذه المعجزات أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن له ظل، يعني أنه عندما كان يقف في الشمس لم ير له ظل، وهل نستطيع أن نعرف كل معجزاته صلى الله عليه وسلم؟ أثابكم الله وأبقاكم الله في خدمة الإسلام والمسلمين.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
دلت الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خَلْقًا وأكملهم صورة، وأتمهم جمالًا، وأجمعهم للمحاسن الدالة على كماله، وأيده الله سبحانه وتعالى بالآيات العظيمة والمعجزات الباهرة، وأما ما ورد من صفته أنه ليس له ظل فلم أقف له على إسناد يعتمد عليه، ولم يذكرها الأئمة الذين يعتنون بذكر صحيح الأخبار في مصنفاتهم المشهورة، وإنما ذكرها الحكيم الترمذي وابن سبع وغيرهما ممن لا يعتنون بتمحيص الأحاديث، ويوردون الأحاديث الواهية والموضوعة؛ قال السيوطي في الخصائص الكبرى (١/١١٦) : أخرج الحكيم الترمذي، عن ذكوان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يُرى له ظل في شمس ولا قمر. قال ابن سبع: من خصائصه أن ظله كان لا يقع على الأرض، وأنه كان نورًا، فكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا ينظر له ظل. قال بعضهم: ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: "وَاجْعَلْنِي نُورًا". أخرجه مسلم (٧٦٣) .