التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ ٢٨-٥-١٤٢٤
السؤال
خطبت فتاة من بيت محافظ، وقد انزعجت كثيراً وذهلت عندما أخبرتني هي أنها تنام مع أخيها الذي يصغرها بسبع سنوات في سرير واحد، وهي تتحدث عن هذا الأمر بعفوية تامة وتلقائية ودون حرج رغم معرفتها أن هذا الأمر حرام وخطأ شرعاً.
أنني أفكر جدياً بإنهاء الخطوبة ولكن المشكلة هي في التأثيرات العائلية، أفيدوني فأنا في حيرة قاتلة تكاد تخنقني.
الجواب
الأخ المبارك الكريم ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد آلمني ألمك وأحزنني حزنك وأفرحني حرصك وغيرتك.
أخي المبارك.. أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتفريق بين الإخوة والأخوات إذا بلغوا العاشرة في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وأوله "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع"رواه أحمد (٦٧٥٦) وأبو داود (٤٩٥) ، ولا شك أن هذا الأمر من الشارع فيه استباق للشهوة، فلا تستيقظ شهوة الشاب غالباً إلا بعد هذه السن، فهو من باب الوقاية، فما وقع من خطيبتك لا شك أنه تفريط منها وأهلها هذا هو الشرع، أما الواقع فهي تنام معه في سرير واحد كبير في غرفة خاصة، وتتحدث عن الموضوع بتلقائية، وذكرت أن الأمر عادي وأنه يصغرها بسبع سنوات وقالت: ... إنها لا تتصور أن تنام وهو ليس بجنبها.
أخي الكريم ... اعلم أن الشكوك والغيرة قد اختلطت عليك ومنعتك من الرؤية المنصفة فقد حكمت عليها بشبهة وليست يقيناً، ولم تسمع إلى شهادة الشهود، فالشاهد الأول أن الأخوة تمنع من وقوع المكروه، فهي أخته فهل يعقل أن تعبث به ويعبث بها وقد خرجا من رحم واحد، وهما من بيت متدين، نعم هناك حوادث، ولكن الشذوذ كما يقول أهل العلم يؤكد القاعدة لا ينفيها، فالأصل أن المحرمية بنيت على هذا الحاجز النفسي الذي يدفع الأخ لحماية أخته، والحوادث الشاذة لا تصح للقياس بل تبقى شاذة، الشاهد الثاني أنها تتحدث بتلقائية وعفوية فهل من تواقع المكروه تكلم مخطوبها بمثل هذا. ذلك لا يعقل، فلولا ثقتها بنفسها لما تحدثت بمثل ذلك.
والشاهد الثالث محافظة البيت وهذه وقاية بإذن الله من أن يقع المكروه الأعظم، فلو فهمت الأمر على أنه إلف بين هذا الأخ وأخته وقد تكون ترعاه من الصغر واستمرت.