للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نظرة الصوفية إلى الجهاد]

المجيب د. علي بن حسن الألمعي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

العقائد والمذاهب الفكرية/الأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة

التاريخ ١٦/١/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو من العلماء الأفاضل أن يخبروني بالتفصيل عن (موقف الصوفية من الجهاد الإسلامي المتعارف عليه عند أهل السنة والجماعة) ، مع تزويدي ببعض المراجع حتى يتسنى لي التوسع بها. وجزاكم الله خير اً.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن الصوفية منذ نهاية القرن الثالث فما بعد قد تطورت في بدعها وخرافاتها، وأصبحت مرتعاً لكل مبطل ومنحرف، وأصبحت طرقها مشاعة بين جميع أهل الأهواء والبدع، فدخل فيها الزنادقة والخرافيون، وأهل الشطحات، والكلمات المريبة، وعمت فيها القبورية الضالة، وقد وقف أكثر الصوفية من فريضة الجهاد العظيمة موقف المعطل لها قولاً وعملاً، ودعا أكثرهم إلى صرف الناس عنها، حتى أن منهم من فسر قوله تعالى: "اصبروا وصابروا ورابطوا" [آل عمران: ٢٠] فقال: لم يكن في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غزو يربط فيه الخيل، ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة، فالرباط لجهاد النفس، والمقيم في الرباط مجاهد لنفسه!!، انظر هذا في عوارف المعارف وهو مطبوع على من هامش الإحياء، وكثيراً ما يرد على ألسنتهم وفي كتبهم، (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) ، قال الإمام ابن تيمية وأما الحديث الذي يرويه بعضهم - وذكره - فلا أصل له ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم- وأفعاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>