للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل السنة أن يباعد المصلي بين قدميه أم يقارب بينهما]

المجيب د. محمد بن سليمان المنيعي

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

كتاب الصلاة/ صفة الصلاة /الطمأنينة

التاريخ ٢٥/٠٤/١٤٢٥هـ

السؤال

ما هو الوقوف الذي يعبر عن الخشوع والاحترام؟ هل يستطيع المصلي أن يقف أمام أمير أو مسئول مباعداَ بين قدميه؟ أليس الله سبحانه أحق بالاحترام والإجلال بأن نحسن الوقوف بين يديه بخشوع وإجلال بأن تقارب بين الأقدام وتضع يدك موضع إذلال واحترام وتنظر لموضع سجودك؟ أيضاً كيف تسد الفراغات في الصلاة والأرجل متباعدة، هناك طريق للشيطان.

الجواب

لا أدري في سؤالك أنت تسأل أم تجيب؟ وعلى كل حال فالمؤمن يقف في صلاته وقفته المعتادة من غير مباعدة بين رجليه ولا ملاصقة بينهما، فلم يرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم- هذا ولا ذاك، فدل على أن المشروع هو الوقوف المعتاد.

ثم إن المباعدة بين الأقدام يلزم منها اتساع الفرج بين المصلين، وفي الجملة فإن المشروع في حق الجماعة التراص في الصف كما صح من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما-: "تراصوا ولا تدعوا فرجات للشيطان" رواه أبو داود (٦٦٦) ، والنسائي (٨١٤) وغيرهما، واللفظ لأبي داود، والحديث صححه الألباني وغيره.

وليس المراد بالتراص التزاحم، ولكن أن لا يكون هناك فرجات للشيطان حتى لا يشوش على المصلين وكان عليه الصلاة والسلام يسوي الصفوف بيده يمسح المناكب والصدور من طرف الصف إلى طرفه كما روى ذلك ابن مسعود - رضي الله عنه- في صحيح مسلم (٤٣٦) .

والتراص في الصف هو من كمال الصلاة، وأما تسوية الصف بحيث لا يتقدم أحد على أحد؛ فهذا واجب توعد الشارع على مخالفته.

والمعتبر في التسوية المحاذاة بالمناكب في أعلى البدن والأكعب في أسفل البدن، فإن تقدم أحد على أحد حصل الوعيد المذكور في حديث النعمان بن بشير- رضي الله عنهما-: "لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم" رواه الشيخان البخاري (٧١٧) ،ومسلم (٤٣٦) ، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>