بسم الله الرحمن الرحيم الأستاذ الفاضل أعرض عليك مشكلة استعصت علي أشد الاستعصاء ولا أظن أحدا من خلق الله بقادر على أن ينفعني فيها بشيء موضوعي واقعي ولكن مع ذلك وجدت انه لا بد من عرضها على أهل العلم ليشاركوني الرأي وليدلي كل منهم بدلوه في هذه المسألة الشائكة جدا والتي دمرت حياتي النفسية وجعلتني أعاني وأتيه في بحار الغربة تيها لا رشد فيه، ولا أجرؤ حتى على مواجهة أحد في مشكلتي وجها لوجه ومشكلتي تسبب لأصحابها الحرج الشديد في مجتمعنا المسلم، ولست الوحيد الذي أعاني منها بل يوجد الآلاف المؤلفة من الناس ولكن أحدا منهم لا يجرؤ على البوح بما يعانيه لأن الدين والمجتمع وثقافتنا السائدة تحرم علينا التحدث عن مشكلتنا. وقبل أن أطرح مشكلتي لا بد من إعطاء لمحة موجزة عني حتى يتسنى للمفتي أن يفتي بما يفيد وينفع إن كان عنده منه شيء وذلك أنني لست كسائل عابر بل إنني سائل لي خصوصيتي وتميزي وأهمها معرفتي بسائر الأحكام الشرعية مما قال به فقهاؤنا، وقد درست العلوم الشرعية في المعاهد الإسلامية وعلى أيدي علماء متميزين، ولكن مشكلتي التي أنا بصدد شرحها تؤرقني في عملي، وقد اضطررت أن أتنحى عن مجال الدعوة وأن أتهرب من طلاب العلم، كما دعتني مشكلتي هذه لدراسة كافة ما يتعلق بها من محاولات العلاج العلمية المطروحة فدرست علم النفس ومدارسه وأعجبت بمدرسة التحليل النفسي وأخضعت نفسي للتحليل النفسي على يد خبير، ولكنني تأكدت من فشل تلك المحاولات جميعها في حل مشكلتي، وقد وجدت رأي العلماء والفقهاء المسلمين عبر العصور لا يرحم من هم في مثل حالتي، بل لم يكن منهم إلا الإنكار واللعن والطرد من رحمة الله، ويقيسون ذلك بأدلة وجدتها بعد التحقيق غير منطقية ونظرت إلى الأدلة التي يوردونها من الأحاديث والأخبار فإذا أكثرها موضوعات واهيات وأخبار إسرائيليات. وقد حان الوقت بعد هذه المقدمة أن أقدم مشكلتي إلى أهل العلم والدعوة لأرى ما تنضح به أقلامهم من حلول لهذه المشكلة المستحيلة على الحل، والأمر الذي أطلت في التقديم له هو المثلية الجنسية. وكانت بداية قصتي أني نشأت منذ نعومة أظفاري وليس بي أي ميل للنساء وكان أول إحساس برغبتي تجاه الذكور وأنا في سن العاشرة وكان إحساسا غامضا غير مفهوم بالنسبة لي ولم يكن له عنوان جنسي ولكنه ارتبط عن طريق الأحلام بالأعضاء الجنسية بشكل مبهم ولم أكن أدرك أن الأمر سيتطور إلى رغبة جنسية فيما بعد ولم أتيقن من نفسي أني مثلي الرغبة الجنسية حتى بلغت الثامنة عشرة أو أكثر. ولم يختلط ذلك بأي ممارسة جنسية من أي نوع، أي أنني لم أتعرض للتحرش الجنسي من أحد كي لا يظن متحذلق أن التحرش أو الاعتداء الجنسي له علاقة بالأمر، بل حقيقته هي مجرد شعور ينمو تدريجيا كما ينمو شعور الذكور تجاه الإناث، وكانت لا تثيرني الإناث مطلقا ولا زالت، وكنت دائما احرص على منع نفسي من الوقوع فيما اعتقد أنه خطأ من الاتصال بالشباب، وكنت قدوة لزملائي في أيام الدراسة من الناحية الدينية والأخلاقية وما زلت، ودائما أبدو بمظهر المتعفف، ولا يعلمون أن حقيقة نفسي لا ترغب بالنساء أصلا وإنما قد تميل لبعض من يظن بي العفاف، ثم ابتعدت عن الجميع هاربا باحثا عن الحل فلم