للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رضيت لي بالتعدد ثم انقلبت علي!]

المجيب د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/مشكلات التعدد

التاريخ ١٥/١١/١٤٢٦هـ

السؤال

أنا أعمل، وطبيعة عملي قد أتعرض فيها للفتن، وقد تزوجت قبل ١٣سنة امرأة صالحة طيبة ومطيعة لزوجها، وقد رغبت في الزواج بالثانية رغبة في التعدد وليس قصوراً في الأولى، وعندما صارحتها برغبتي في التعدد لم تمانع، ولكن اشترطت علي شروطاً، وهي كالآتي: أن لا ترى الثانية، ولا أذكرها عندها، وأن أعدل ولا أهمل تربية الأولاد؛ فوافقتُ على ذلك، وعندما عرفت أني قد ملكت غضبت غضباً شديداً، وقالت: إما أنا أو هي، وتركتْ بيتها، وذهبتْ إلى أهلها، وطلبتْ الطلاق. أنا الآن في حيرة من أمري، فأرشدوني ماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أخي الكريم: لقد تجسدت حيرتك في خط رسالتك، وحُقَّ لك أن تحار، لكن -مع توفيق الله- ما خاب من استشار، ولا ندم من استخار.

أخي الكريم: من الجوانب التي قلّ أن تقبل بها المرأة وجود ضرة لها، حتى يصل الأمر أن تفضّل بعض الساذجات موت زوجها على زواجها عليها، لو خُيّرت!.

إن الزوجة حين تكون عاقلة محبة لزوجها قد تحاول الضغط على نفسها في قبولها لما يرضيه حتى لو كان ربما يجلب لها التعب؛ لأنها تدرك أن ذلك يعلي مكانها في نفسه حين يكون عاقلاً.

ومن أصعب ما تقبل به مثل تلك الزوجة موافقتها لزوجها في الزواج من أخرى تقاسمها إياه، ولذلك فليس غريباً أن تنتهي قدرتها على الضغط على نفسها لتنفجر في لحظة ما، وهو ما حدث مع زوجتك، ولاحظ أن ثورتها جاءت في لحظة يبدو أنها لم تستطع إمساك عنان نفسها، في ظل الغيرة التي فطر الله عليها بنات حواء.

أخي الكريم: وجهة نظري أن تزور زوجتك عند أهلها، وتجلس معها بهدوء، وتثني عليها كثيراً، في جوانب حياتها المختلفة معك.. قل لها: إنك لن تتجاوز إطلاقاً ما لا يرضيها، وأنك كنت تتمنى أنْ لم تكن أذنت لك بالزواج!!.. أعد الحديث معها على أن زواجك لا يعني إطلاقاً نقصاً فيها، ولن يقلل إطلاقاً من قيمتها، وأنها ستظل في بؤرة اهتمامك، هي وأولادها، كيف لا، وهي التي شعرت معها بطعم السعادة، وأدركت من كبير عقلها ما يندر أن يوجد مثله في دنيا النساء.. حدثها على أنك لم تكن لتعمل شيئاً قبل أن تستأذنها، خاصة في أمر يمسها كهذا، وأنك حين رأيت رضاها، أخذت شروطها -بجدية- ومضيت في أمرك.

ثم ذكرها بأنه في الوقت الذي تحمد الله على أن علاقتك بها وطيدة، فإنك لا تدري ما يحدث الله بينك وبين الزوجة القادمة، ثم إنك لو رأيت -من بعد- أن زواجك ذاك سيترك آثاراً سلبية على حياتك مع زوجتك وأولادك، فمن المؤكد أنك ستبعد عن طريقك كل شيء يحدث ذلك، ولو كان الزوجة الجديدة.

أثر لديها الجانب العاطفي، وأنك حين تنسحب -وقد تملكت، وأنت الذي تقدمت لها، وطلبت يدها- تخشى أن يلحقك إثمٌ بتركها دون أن يكون هناك سبب فعلي يدفع لتركها، بل وتخشى أن يلحق زوجتك إثم أو دعوة تطلقها تلك المرأة بسبب كونها السبب في تركها، وقد أذنت من قبل لزوجها بالزواج.

<<  <  ج: ص:  >  >>