العقائد والمذاهب الفكرية/ البدع/البدع المتعلقة ببعض الأمكان والأزمنة
التاريخ ١٦/٣/١٤٢٤هـ
السؤال
أختكم في الله تجد بعض الالتباس لدى أعضاء أحد المنتديات في أنهم يجدون أن عيد الميلاد يختلف عن ذكرى الميلاد، بالرغم من أننا نرى أن ذلك هو فقط عملية تحريف في الاسم والحكم واحد، كقول بعضهم إن هنالك فرقاً عظيماً بين ما يسمى بـ (عيد الميلاد) وبين (ذكرى الميلاد) ، فأعياد الميلاد لا يشك أحد بحرمتها، أما (ذكرى الميلاد) فهي فرصة عظيمة لكي يتفكر الشخص، ويتدبر ما مضى من عمره ويعيد ترتيب حساباته وتصحيح مساره، انتهى كلامهم - ولا نجد في ذلك مبرراً- لأن محاسبة النفس ملازمة للإنسان، ولا ترتبط بذكرى ميلاده، لذا نود الإيضاح منكم، والرد على مثل هؤلاء فأفيدونا في ذلك أثابكم المولى وأحسن إليكم.
الجواب
الحمد لله، - والصلاة والسلام - على رسول الله وبعد..
فإن ما أطلق عليه في السؤال (ذكرى الميلاد) إن كان القصد منه تكرار عمل ما كل سنة في اليوم الموافق لميلاد الشخص فهو التزام أمر لم يرد به الشرع، حتى وإن كان المقصود التذكر والعظة، والعلة فيه هو الالتزام بيوم تكرر سنوياً كما تتكرر الأعياد، ولم يكن سلف الأمة مع عظيم محاسبتهم لأنفسهم وحرصهم على تهذيبها لم يكونوا يلتزمون هذا الفعل، وإنما المشروع هو المحاسبة والعظة على الدوام، أو كلما غفل العبد، وإلا وقع المرء في الإحداث المنهي عنه في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم-"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري (٢٦٩٧) ، ومسلم (١٧١٨) من حديث عائشة - رضي الله عنها-، وعلى المسلم أن يكون متبعاً لا مبتدعاً، وأن تكون محاسبته لنفسه لا تتقيد بزمن معين، أو تلتزم بيوم محدد، ولا أن تكون على هيئة محدثة كمسمى (ذكرى الميلاد) ، ونحو ذلك، والله أعلم.