للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أمي لا تريد زواجي]

المجيب د. الجوهرة بنت حمد المبارك

مديرة عام نشاط الطالبات بكليات البنات.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته

التاريخ ٠٨/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

أريد أن أتزوج منذ ٤ سنين أنا وأخي، وأمي لا تريد لنا أن نتزوج، ونفسيتي كل يوم تزداد سوءاً؛ لأني أريد أن أتزوج وأكمل نصف ديني، وأنا أحبها جداً، ولا أريد أن أغضبها، وكلما تعرف أني أريد أن أخطب تغضب وتنهار! ماذا أفعل معها؟ الدين يقول: "أمك ثم أمك ثم أمك".

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل: - حفظه الله- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ذكرت في رسالتك أنك تريد أن تتزوج أنت وأخوك، وأن أمك تغضب إذا أردت أن تتقدم للعروسة، هذا الأمر -أيها الأخ الفاضل- يعاني منه البعض، وإذا عرفت السبب استطعت إيجاد العلاج، فالأمهات اللائي ينزعجن من زواج أبنائهن سببه حبهن الشديد لهم، لأبنائهن، وغيرتهن عليهم، وخوفاً من أن تفقد ابنها، وينصرف عنها إلى زوجته -كما ترى من بعض الحالات في المجتمع- حيث ينسى كثيرون أمهاتهم، وينصب كل اهتماماتهم بزوجاتهم، سأرشدك إلى اتخاذ بعض الخطوات، ويمكن أن تفكر بحلول أخرى مني لمعرفتك نفسية والدتك وما يصلح لها، ومن الحلول التالي:

أولاً: الحوار والمصارحة: عليك أن تختلي أنت وأخوك بوالدتك، وتصارحاها عن سبب انزعاجها من زواجكما، وتحاولا أن تتبينا منها سبب ذلك.

ثانياً: الإقناع: يمكنك عندما تجعلها تتحدث عن نفسها وأسباب انزعاجها أن تبدأ بالإقناع، كأن تقول: ألا تريدين أن نكمل نصف ديننا، ما شعورك لو أن أهلك منعوك من الزواج؟ ألا تريدين أن تري أطفالنا؟ ألا تريديننا أن نحصن أنفسنا؟ وهكذا تأتي بعدة تساؤلات وإقناعات تخاطب فيها مشاعرها وأحاسيسها.

واعجبني قولك: "أنك تحبها كثيراً"، فهذا دليل على أن علاقتكما جيدة، وأن الحواجز بينكما يمكن إزالتها لتكون على جانب من الوضوح والشفافية والتفاهم.

ثالثاً: الحزم: يمكن أن تشعر والدتك بتصميمك على الزواج، وأنك تتمنى أن تخطب لك هي، بدلاً من أن تأتي بامرأة لا تعجبها.

إذا رأيت من أمك تجاوباً فأكثر الشكر والدعاء لها والتقرب منها، وإن رأيت منها صدوداً ورفضاً للمبدأ فما عليك إلا أن تجعلها تقف أمام الأمر الواقع، واقدم على الخطبة ولو سراً، حتى إذا انتهى كل شيء أعلنت لها زواجك أو قرب زواجك بأسلوب مؤدب، وبحزم وحنان، وليس في ذلك أي عقوق؛ لأن الزواج لا يشترط فيه إذنها، أما قوله - عليه الصلاة والسلام-: "أمك ثم أمك، ثم أمك"، فهو حث على الحرص على برها وطلب رضاها في كل أمر ليس فيه معصية.

وعليكما -بعد الزواج- الحرص على مشاعرها وتعويضها عن فقدكما وزيادة برها، والطلب من زوجتكما أن تكونا مثل بناتها، فتكنا لها الاحترام والبر، والمساعدة حتى يذهب ما في نفسها وما هي متخوفة منه، والرجل الذكي الحصيف هو الذي يقنع زوجته ببر والدته، ويحسن التصرف مع الاثنتين ويحببهما لبعضهما، أعانكما الله ورزقكما الذرية الطيبة الصالحة. والله يحفظكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>