[وساوس تحاصرني]
المجيب د. تركي بن حمود البطي
طبيب نفسي.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الوساوس
التاريخ ١٨/٠٨/١٤٢٥هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أشعر بوسوسة شديدة مصاب بها، ليست في النظافة حصراً، بل أخف حالاتها بالنظافة، وإنما الوسوسة التي أصابتني هي بالتفكير الدائم والقلق، والخوف من عواقب كثير من الأفعال، وقد تكون هذه الأفعال عادية، والتفكير كثيراً في أمور لا تستحق وقتا طويلاً للتفكير بها، فمثلاً إذا سمعت الأطباء يتكلمون عن أحد الأمراض المستعصية أو قرأت عنه، أصبح كثير الخشية من الإصابة به، وأحيانا أشك في أني مصاب به، ويصاحب هذا حالة من الاكتئاب أشعر بها، فلا أشعر براحة نفسية، علما بأني أحافظ على أذكار الصباح والمساء دائماً، إلا إذا نسيت -وغالباً ما أنسى أذكار المساء-، والكثير يلومونني؛ لأني كثير التفكير والقلق، ويقولون: عش حياتك ولا تفكر، وقد تعلمت العلوم الشرعية، وأعرف أن الوسوسة من الشيطان، فما الحل الشرعي لمثل هذه الوسوسة والتخلص منها، والحصول على الراحة النفسية في الحياة؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
أخي الكريم: أتمنى أن تكون بخير وصحة وعافية، وبعد:
فبالنسبة لسؤالك، أعتقد أنك تعاني من أعراض وسواس، وقلق عام، مشتركة مع بعض، وهذا الأمر يصيب كل الأجناس الصغار والكبار، الذكور والإناث، أصحاب الطبقة العالية والفقيرة، أصحاب الشهادات العليا والجهال.
المقصد يا - أخي الكريم- أن هذا الأمر لا يعيب الإنسان، ولا ينقص من قدره، أو يحط من معنوياته، بل هو مرض كغيره من الأمراض، كالضغط والسكري، وغيرها، والأعراض التي تشكو منها لا تقلل من إيمانك، ولا تدل على أنك ضعيف الإيمان، بل هي ابتلاء من الله ليرى أتصبر وتحتسب، وتطلب السبب في العلاج؟ أم لا؟ بل قد يكون أعلى من ذلك، وهي من درجة تكفير الذنوب، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، نصيحتي يا- أخي- لك كالتالي:
١- راجع طبيباً نفسياً، واشرح له حالتك بالتفصيل، فقد تحتاج إلى علاج دوائي، وبعض الجلسات مع الأخصائي النفسي للعلاج السلوكي والمعرفي.
٢- لا تسمع لكلام الناس من حولك، ولا تلتفت للومهم.
٣- حالة الاكتئاب التي لديك مرتبطة بالداء الأساسي، فإذا عالجته زال الاكتئاب - بإذن الله-.
٤- حالتك ليست بالصعبة، بل هناك حالات أصعب منها بكثير وتحسنت بالعلاج.
٥- لا تيأس، واصبر واحتسب، وعليك بالدعاء.
٦- لا يمنع أن تجمع بين العلاج الدوائي والعلاج الروحي بالرقية على نفسك، واحرص على الطاعة والأذكار، وقراءة القرآن إذا وجدت لنفسك تقبلاً لذلك.
٧- نصيحتي الأخيرة لك ألا تيأس، هناك أمل، والحياة فيها خير كثير، وتستحق أن ترى منك نظرة مشرقة ومتفائلة.
٨- اجعل من قراءتك لهذه الرسالة بداية صفحة جديدة، واعزم، وتوكَّل، وإذا واجهتك أي صعوبة فلا تتردد بالتواصل معنا.
مع تمنياتي لك بحياة سعيدة وطيبة.