فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
المشكلة التي تؤرقني منذ زمن بعيد، وتمنعني من حضور الجماعة في المسجد أنه عندما أحضر إلى المسجد للصلاة يطلبون مني أن أتقدمهم للإمامة؛ لأنني أفضل الموجودين علماً وشهادة، وقراءة للقرآن وأحكام التجويد، حتى إنه من يصلي بهم في رمضان عليه أخطاء كثيرة في التلاوة، ونطق الكلمات والتجويد، وباقي الأحكام الأخرى، وأنا لا أستطيع تصحيحه؛ خوفاً من أنه يطلب مني أن أصلي بهم، وأنا أخجل كثيراً جداً، وأتلعثم بالقراءة، ويتصبَّب عرقي، ولا أستطيع البوح لهم بذلك أو لأحد غيرهم، مما يسبب لي حرجاً شديداً، وهذا بدوره جعلني أبتعد عن الصلاة بالمسجد، وعن صلاة التراويح، وأصلي بالبيت خوفاً من ذلك، علماً أنني أتمنى أن أستطيع الصلاة مع الجماعة في المسجد، أرجو أن تدعوا لي بأن يمن الله عليّ بالصلاة مع الجماعة بالمسجد، وهذه مشكلتي بين أيديكم وأمانة لديكم، أرجو مساعدتي في حل مشكلتي؛ لأنها تخنقني يوماً بعد يوم، أنصحوني ماذا أفعل؟ أريد حلاً جذرياً. جزاكم الله خير الجزاء، وأجزل لكم الأجر والمثوبة، وشكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الأخ الكريم:- سلمه الله-.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع (الإسلام اليوم) ، ونرجو الله أن تجد منا النفع والفائدة.
أما جواب مشكلتك فكالتالي:
أولا: أخي الكريم ترك الصلاة في الجماعة -بحجة الخوف من تقديمك للإمامة- لا يجوز شرعاً، وهو من تلبيس إبليس وتخويفه لك ليصدك عن سبيل الله، ومع فرض الحالة النفسية التي تصيبك من جراء الإمامة في مسجدكم فإنه يمكنك الذهاب إلى مسجد آخر لتصلي به مأموما تدرك فيه الجماعة، أما أن تصلي في البيت مع إمكانية إدراكها في مسجد آخر قريب فلا يجوز.
ثانياً: ألا تعلم -أخي الكريم- فضل الإمامة وأجرها؟ ألا يكفيك فخراً واعتزازاً أن تكون في مكان كان يقف فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤم الناس في زمانه، ثم انظر -أخي الكريم- ماذا قال الله في وصف عباد الرحمن في سورة الفرقان، لقد أخبر الله -سبحانه- أن من دعائهم:"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً"[الفرقان ٢٥/٧٤] ، ألا تحب أن تكون للمتقين إماماً؟.