التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ ٨/١/١٤٢٥هـ
السؤال
أنوي الزواج بدون موافقة أهلي، ثم أخبرهم بما فعلت لاحقاً، أنا فتاة عمري ٢٣ سنة متعلمة جداً، عشت حياةً معذبة مع أهلي بين ثلاثة أشقاء، وهم يريدونني أن أكون حسب النظام العربي القديم، فتاة مسكينة لا حول لها ولا قوة، ثم يزوجونني بنفس الوضع، لكنني كبرت، وتغيرت، وصرت عدائية، أحمل لأهلي أنواع الكره، والحقد، لكنني مع ذلك أعامل والداي بما أمر به الإسلام، عندي حزن دفين على طفولتي، ومراهقتي، وما كان لي فيها من عذاب، عرفت الله أنه الوحيد الذي يساعدني، وكنت أصلي من سن عشر سنوات، وأهلي لا يصلون، ولا يصومون، ولا يحترمون الإسلام، تعرفت على شخص ألماني مسلم، وأشعر أنه صادق، وأحببته، طلبت منه أن يصلي، فبدأ يصلي، وأن يترك الخمر، فتركه، وللدلالة على صدقه قال: إنه لا يستطيع تركه دفعة واحدة، بل بالتدرج، الآن عرض علي هذا الشخص الزواج، وأنا موافقة عليه، لكن أهلي لم يوافقوا عليه؛ لأنه لا يملك عقلية عربية مثلهم، هذا الشخص عرض علي السفر لألمانيا للزواج هناك بدون موافقة والدي، وأنا لن أفعل ذلك إذا كان مخالفاً للشرع. أرجو التوجيه منكم.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
فمن شروط صحة النكاح الولي، ولا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "لا نكاح إلا بولي" رواه أحمد (٤/٣٩٤) ، وأبو داود (٢٠٨٥) ، والترمذي (١١٠١) ، من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه-، ولحديث عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"أيما امرأة نُكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل" رواه أحمد (٦/١٦٥) ، والدارمي
(٢١٨٤) ، والترمذي (١١٠٢) ، وقال: هذا حديث حسن، والحاكم (٢/١٨٢) ، وصححه، وإن صح ما ذكرتيه من أن والدك، وإخوتك لا يصلون، ولا يصومون، فإن كانوا لا يصلون أبداً لا في المسجد، ولا في البيت، فلا ولاية لهم عليك، فتنتقل الولاية إلى من بعدهم من الأولياء، فإن امتنعوا، أو لم يوجد ولي غيرهم، فعليك التقدم للمحكمة الشرعية، وطلب عقد النكاح؛ ففي حديث عائشة - رضي الله عنها- المذكور أعلاه:"السلطان ولي من لا ولي له"، وأنصحك بما يلي:
أولاً: عليك نصح والديك وإخوتك، وتذكيرهم بأهمية الصلاة ووجوبها.
ثانياً: ادفعي ما تلاقينه من أذى أهلك بالتي هي أحسن، واحتسبي الأجر من الله -تعالى-، قال -جل ذكره-: "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"[فصلت:٣٤-٣٥] .