[الثياب الضيقة للرجال]
المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ العادات/الألبسة
التاريخ ٢٣/٨/١٤٢٤هـ
السؤال
ما هو حكم تضييق الثياب للرجال؟ مع العلم أنه تشبه بالنساء، وما حكم التضييق للرجال والنساء؟ ولماذا قيل تشبه بالنساء
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالمسألة فيها تفصيل: فاللباس الضيق على غير العورة لا حرج فيه على الرجل، اللهم إلا إذا كان فيه تشبه بالكفار، بحيث يشتهر عند الناس أن هذا اللباس لا يلبسه إلا الكفار، وأنه من خصائص لبسهم.
فقد لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- جبة ضيقة الكمين، كما في حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عليه جبة شامية ضيقة الكمين فذهب يخرج يده من كمها فضاقت عليه فأخرج يده من أسفلها ... " الحديث رواه مسلم (٢٧٤) .
أما ما يواري العورة ففيه تفصيل:
فما يلي حقويه (معقد الإزار والسروال) لا بد أن يكون فيه شيء من التحجيم لجزء من العورة، ولكن لا حرج -بشرط ألا يجاوز مقدار الحاجة-؛ لأن الإزار أو السروال أو البنطال لا يستمسك على الحقو إلا بذلك، فالحاجة تقتضيه.
وما جاوز موضع الحاجة فلا يجوز أن يكون ضيقاً يحجِّم العورة.
ولا يعتبر ساتراً للعورة بالمعنى الشرعي؛ لأن ما يستر العورة يجب أن يكون واسعاً لا يصف (إلا ما تقتضيه الحاجة، وقد سبق ذكره) ، صفيقاً لا يشف ما تحته.
ونحن نربأ بالشاب العاقل ذي المروءة والحياء أن يخرج للناس بهذه البناطيل الضيقة، التي لا تليق بالرجل السوي الخلوق الحيي.
وأما النساء فحكم لبسها للضيق عند النساء هو كحكم لبس الرجل له عند الرجال بالتفصيل السابق.
فالبنطال الضيق (كالسترتش ونحوه) لا يجوز للمرأة أن تلبسه عند النساء، ويخشى على من لبسته أن يحق عليها قوله -صلى الله عليه وسلم-:"صنفان من أهل النار لم أرهما ... ونساء كاسيات عارياتٌ، مميلاتٌ مائلاتٌ رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" رواه مسلم (٢١٢٨) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، ومعنى كاسيات عاريات: أي كاسيات في الصورة، عاريات في الحقيقة؛ لأنهن يلبسن ملابس تصف (تحجم) الجسد، فتبدو عوراتهن موصوفة بارزة، بحيث يحجم لباسهن الأفخاذ والأرداف، وهذا يناقض المقصود من اللبس.
فعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال: كساني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"مالك لم تلبس القبطية؟ " قلت: يا رسول الله، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"مرها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها" أخرجه أحمد (٥/٢٠٥) وحسنه الألباني في (جلباب المرأة) برقم (١٣١) .
كما لا يجوز للمرأة أن تلبس الضيق عند أحد من محارمها سوى زوجها فحسب.
لقد رأينا تساهل النساء في لباسهن عند محارمهن -غير الزوج- أفضى بكثير منهن إلى نزع جلباب الحياء والجرأة في التبرج والسفور والتساهل في الحشمة والحجاب.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.