للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السور المستحب قراءتها كل ليلة]

المجيب د. مساعد بن سليمان الطيار

عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/مسائل متفرقة

التاريخ ٦/٣/١٤٢٣

السؤال

ما السور المستحب قراءتها كل ليلة، وما فضل كل منها وهل من الشرط أن نقرأها ليلاً أم يجوز قراءتها في النهار؟

الجواب

وردت السور التي تقرأ في الليل على نوعين:

النوع الأول: ما وردت قراءته مطلقة دون تقييدها بوقت معين، ووردت سور بتقييدها بوقت معين أو بعمل مخصوص لا تقرأ إلا فيه، وإليك هذه السور.

أولاً: ورد في النوع الأول سورتا السجدة وتبارك والإخلاص.

١-فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا ينام حتى يقرأ سورة السجدة وتبارك، وقد رواه جمع من العلماء منهم أحمد في مسنده، البخاري في الأدب المفرد والنسائي في اليوم والليلة، وغيرهم، وهو حديث صحيح كما أشار إليه صاحب موسوعة فضائل سور وآيات القرآن الشيخ/ محمد بن رزق الطرهوني.

٢-عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن، رواه البخاري (٥٠١٥) واللفظ له ومسلم (٨١١) وفي هذا إشارة إلى قراءة هذه السورة ثلاث مرات في الليلة.

ثانياً: ورد في النوع الثاني سورة الأعلى والكافرون والإخلاص والفلق والناس، وإليك أحاديثها:

١-أخرج البخاري (٥٧٤٨) في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما "قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس"، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات.

-وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبيّ بن كعب (٢١١٤١) ، وعبد الله بن عباس (٢٧٢٠) وعبد الرحمن بن أبزى (١٥٣٦٢) ، وعائشة أم المؤمنين (٢٥٩٠٦) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الوتر بـ"سبح اسم ربك الأعلى"، و"قل يا أيها الكافرون"، و"قل هو الله أحد"، وزادت عائشة في إحدى الروايات عنها سورة المعوذتين.

وقراءة هذه السور مخصوصة بصلاة الشفع والوتر التي لا تكون إلا بالليل.

أما قراءتها بالنهار فإنه يفوِّت الأجر المترتب عليها؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد حددها بالليل، ولو كانت قراءتها بالنهار كقراءتها بالليل لأشار إلى ذلك، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>