للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حزني.. وتشاؤمي قد يدفعاني للهاوية..!!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الاكتئاب

التاريخ ١١/٦/١٤٢٢

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل.. اعرض عليك مشكلتي والتي ملخصها إنني أحس بحزن شديد وحياة كئيبة.. وارى الدنيا بمنظار اسود ومتشائمة إلى ابعد درجة!! واكره نفسي واحتقرها جدا وأفكر كثيرا في إنهاء حياتي لولا الخوف من الله.

فماهي مشكلتي وماذا افعل ... أنافي حيرة شديدة.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد..

أختي الكريمة.. أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.. أما عن مشكلتك فتعليقي عليها من وجوه:-

أولاً: ما تعانينه نوع من أنواع الاكتئاب المرضي والذي يعد من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في المجتمعات عموماً.. والمجتمعات المتحضرة خصوصاً..!! حيث تكثر ضغوط الحياة وتتشابك وتتداخل وتتعقد!!؟ وتتباين درجة الإصابة به والإحساس فيه بين الشعور بالحزن والغم والهم.. وبين الشعور باليأس من الحياة وربما الرغبة الملحة في انتهائها..!!؟

وتدل الإحصاءات العلمية أنه يصيب الشباب أكثر من الأطفال أو كبار السن.. وكذلك يصيب النساء ضعف الرجال..!!!

ثانياً: أما أعراضه إجمالاً.. فهي التشاؤم والسوداوية والشعور القاتل بالحزن العميق.. وفقدان الرغبة والانطواء والعزلة.. وقلة النشاط والتركيز.. وربما صاحب ذلك لوم للنفس وتأنيب للضمير.. مما يزيد في درجة الحزن والكآبة وربما فقد رغبته في الطعام والنوم.. أو زاد فيهما بإفراط كبير فحالته النفسية تجعله بين إفراط وتفريط وقد تتطور الحالة.. فتصل إلى بعض التهيؤات المرضية والهلاوس السمعية أو البصرية..!!!

ثالثاً يجب أن نفرق هنا بين الحزن الطبيعي الذي قد يصيب الإنسان لسبب طارئ.. كأن يفقد شخص عزيز عليه بموت أو غيره.. وقد يشتد عليه الحزن والجزع لبعض الوقت.. إلا أنه يزول تدريجياً مع الوقت.. وبين الاكتئاب.. وهو استمرار الحزن العميق لفترة طويلة مع ظهور بعض الأعراض التي ذكرنا سابقاً.. وأهمية التفريق هنا.. هو ألا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل.. ونتفهم أسبابها بشكل واضح..

رابعاً: لقد أو جزت - أختي الكريمة - في السؤال.. فلم تذكري مثلاً الكثير من التفاصيل.. حول ظروفك الأسرية.. ووضعك الاجتماعي.. ومستواك الدراسي.. والمشكلات التي تواجهينها في المنزل أو خارجه.. وتاريخ شعورك بهذا الأمر وغيرها من التفاصيل الهامة جداً لتشخيص الأسباب الحقيقية التي تكمن خلف هذه المشكلة.. ومعرفتها.. ومن ثم وضع الآلية المناسبة للتعامل معها.. بل وربما الاستفادة منها للتغلب على هذا الإحساس بالحزن المسيطر عليك.. بل ربما كانت الأسباب الحقيقية لهذا الشعور.. لا توازي الأثر الناجم عنه وبالتالي عرفنا هذا الأمر.. ووضعناها في حجمها الحقيقي.. وقبلناها.. بل وتجاوزناها دون توقف!!!

<<  <  ج: ص:  >  >>