للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل أتحمل خسارة شريكي؟!]

المجيب د. نايف بن أحمد الحمد

القاضي بمحكمة رماح

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٩/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

جاءني أحد الأشخاص وقال لي: يوجد بيت تملكه امرأة، وقد استأذنت منها ونريد أن نقوم ببناء نادٍ رياضي، فقمت أنا بإخبار أحد الزملاء، وقلت له: أريد أن نتشارك في النادي، فأنت تقوم بدفع التكاليف المالية، وأنا أقوم بالتدريب وإدارة النادي.

وكلَّف ذلك النادي مبلغ أربعين ألف ريال، وبعدها بشهر جاء وكيل المرأة وطلب منا إخلاء الموقع خلال يوم واحد، وقد أخلينا الموقع بعد أن خسر زميلي (شريكي) مبلغ أربعين ألف ريال، وجاءني هذا الزميل (الشريك) وقال لي: تتحمل نصف التكاليف؛ لأنك معي. فهل أنا ملزم بدفع شيء من الخسائر، وهل الشخص الأول -الذي أخبرني بوجود البيت، وأنه استأذن صاحبته- هل عليه شيء من الخسائر؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن كان العمل قد تم بناء ًعلى إذن خاص لكما فهنا يكون ما تم بينكما هو قريب من شركة المضاربة، بحيث يكون رأس المال من شخص، والعمل من آخر، والربح بينهما على ما شرطاه، والخسارة تكون على صاحب المال فقط؛ لأن العامل قد خسر جهده وعمله ووقته، ففي هذه الحال يتحمل صاحبك الخسارة.

أما صاحب العقار فإن كان -هو أو وكيله- قد أذنا لكما بالعمل مدة محددة فليس لهما الرجوع قبل انتهائها، فإن رجعا فلكما المطالبة بقيمة الترميم وغيره، أما إن تركاها من غير تحديد فلا شيء عليهما لتفريطكما في تحديد المدة وعدم اشتراطكما شيئاً عليه.

أما ما يتعلق بالشخص الأول الذي أخبرك فإن كان الوكيل المذكور الذي أخبره بذلك وأذن له بالعمل له حق الإذن بذلك فلا شيء على صاحبك، أما إن لم يكن له الحق بل غرَّر بصاحبك وكذب عليه فله الرجوع عليه بالخسائر إن كان قد خسر شيئاً.

أما أنتما -فكما ذكرت آنفاً- إن كان قد أُذن لكما بالعمل ممن تظنون أنه يملك ذلك، ثم تبين كذبه فلكما الرجوع عليه، أما إن كان عملكما تم بناء على إخبار صديقك دون التحقق من صحة ذلك فليس لكما طريق على الوكيل ولا صاحب العقار لتفريطكما.

وأشير إلى أن الوكيل يقوم مقام موكله في كل ما وكله فيه، أما غيره فتصرفه موقوف على إجازة موكّله، وهنا تأتي أهمية كتابة العقود وتوثيقها بما يحفظ للجميع حقوقهم، أما التفريط والعمل فقط بمجرد الظن والقيل والقال فكثيراً ما تكون عواقبه سيئة، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>