للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يواقعها ثم يشك في حبها!]

المجيب د. الجوهرة بنت حمد المبارك

مديرة عام نشاط الطالبات بكليات البنات.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة

التاريخ ٠٣/٠٩/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب في مقتبل عمري، مستقيم إلى حد ما (شخص عادي) ، حاصل على بكالوريوس وأعمل في غير مجالي- ولدي إعاقة في قدمي اليمنى (شلل أطفال) ، وفي هذا العمل تعرفت على فتاة تبلغ من العمر ٢٠ سنة، طالبة بكلية التربية، وجدتها فتاة طيبة، رقيقة المشاعر، تقربت إليها، صارحتها بحبي لها، وكانت في البداية رافضة هذا الحب من أجل أنها لن تحب، إلى أن استسلمت لضغوطي عليها، واعترفت بحبها أيضاً لي، تطورت علاقتنا بسرعة فائقة الحدود على عكس الذي يتخيله أي إنسان، وحتى لا أطيل عليكم وصلت علاقتنا للمعاشرة الجنسية غير الكاملة، وفعلنا كل شيء عدا ذلك، وأنا الآن في حيرة، ماذا أفعل؟ أترك الفتاة التي أحبتني وأحببتها وسلمتني نفسها كاملة؟ أم أتقدم لزواجها مع وجود فارق مادي لصالحها، وكذلك يوجد شك في نفسي منها أنه لو لم أكن أنا لكان شخص ثانٍ استسلمت له؟ أعيش حياتي بالطول والعرض؟ أرجوكم أفيدوني.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل: قرأت رسالتك وجلست عدة أيام لم أجب عليها، فلقد أصبت بحيرة، وتعجُّب وألم مما ذكرت في رسالتك، ذكرت - حفظك الله- أنك مستقيم إلى حد ما (شخص عادي) ، ثم ذكرت أن علاقتك بمحبوبتك وصلت إلى المعاشرة الجنسية غير الكاملة، ثم تريد أن تهرب من هذه الفتاة المسكينة التي استستلمت لضغوطك! الكلام العملي القابل للتطبيق كما طلبت في رسالتك هو أن تتوقف عن هذه التصرفات السيئة، ولا تتجاوز حدود الله، فإياك أن يراك الله حيث نهاك، ويفتقدك حيث أمرك، وسارع في التقدم لها، وعلى عجل اعقد قرانك بها، ولا تفكر بأنها: (لو كانت مع إنسان آخر لاستسلمت له....إلخ) ، لأنك أنت السبب في ذلك، فعالج خطأك بنفسك، وحب لأخيك ما تحب لنفسك، وتصوَّر لو كنت مكانها، وتصور لو أن ابنتك أو أختك مكانها ... ، ماذا ترجو لها؟!، واحذر من هذه الألاعيب، وأُقنعك بما أقنع به الرسول - صلى الله عليه وسلم- ذلك الصحابي - رضي الله عنه- الذي استأذنه في الزنا، حيث قال له عليه الصلاة والسلام: "أتحبه لأمك؟ أفتحبه لأختك؟ ... "، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في ذلك كله "ولا الناس يحبونه". أخرجه أحمد (٢٢٢١١) .

فعليك يا أخي الكريم: إن رفض أهلها هذا الزواج للفوارق بينكما محاولة إقناعهم، وإن لم يقتنعوا فاتركها وابتعد عنها؛ لعل الله أن يعوضها خيراً، وإياك والاستمرار في هذه العلاقة؛ فإن أبواب الحلال كثيرة، وأنت في غنى عن المحرمات، واعلم أن المعاصي تتكاثر على القلب حتى يطمس عليه "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" [المطففين:١٤] ، ثم لم يعد القلب يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، أعيذك بالله من ذلك. نسأل الله لك زواجاً هنيئاً وأبناء صالحين يسعدونك في الدنيا والآخرة، والله يحفظك.

<<  <  ج: ص:  >  >>