يدعو بعض أئمة المساجد بقولهم اللهم احفظ إخواننا المسلمين من أهل السنة في العراق، ويعترض البعض بقوله لا داعي للتحديد فالخطب أجل وأعظم، والدعاء ينبغي أن يكون عاماً بلا تحديد، أرجو بيان الأولى والأفضل في الدعاء لهم، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
لا يستريب مسلم، بل كل منصف أن الحرب القائمة في العراق اليوم حرب ظالمة بكل الأعراف والمقاييس الشرعية والشعبية والدولية التي تحتكم لها دول العالم اليوم، إذ هي -كما لا يخفى على السائل- حرب تجاوزت كل القوانين والأنظمة التي وضعتها الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا.
والذي يهمنا نحن وجهة النظر الشرعية التي تنطلق من نصوص الكتاب والسنة، والتي تحرم الظلم بجميع صوره وألوانه.
ويكفي الظلم مقتاً وقبحاً أن الرب عز وجل حرمه على نفسه قليله وكثيره، كما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم في صحيحه (٢٥٧٧) من حديث أبي ذر -رضي الله عنه-:"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا".
ولما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذاً إلى اليمن - كما في الصحيحين البخاري (١٤٥٨) ومسلم (١٩) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال له:"وإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم"، وذلك خشية أن يحمله العزم على تنفيذ الوصية النبوية على مثل هذا الفعل، الذي أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أنه ظلم.