عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ٣٠/١/١٤٢٥هـ
السؤال
نظراً لضيق مسجدنا ونظراً لكثرة عدد المصلين يوم الجمعة فإن سلطات المدينة النصرانية وافقت على تأجيرنا قاعة تابعة لهم، ليست كنيسة وإنما مركز تقام فيها أنشطتهم وحفلاتهم وحتى شعائرهم يوم الأحد مع العلم أن مركزنا أصبح ضيقاً لا يسع إلا ثلث المصلين يوم الجمعة، فهل نقبل هذا العرض أم لا؟ وللعلم فإننا نخشى أن تستغل وسائل الإعلام الحدث ويصبح الأمر فيه منّة وافتخار على المسلمين. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
يجوز استئجاركم هذه القاعة لإقامة صلاة الجمعة ما دام المسجد ضيقاً ولو كانت هذه القاعة تستخدم في أوقات أخرى من النصارى لإقامة أنشطتهم وبعض طقوسهم الدينية، وأنتم تشكرون على فعلكم هذا في إظهار شعائر الإسلام كصلاة الجمعة في مثل ديار الكفار، وأرجو الله أن يثيبكم على ذلك، وهذه الصالة في حقكم ليست مسجداً بالمعنى الاصطلاحي المتعارف عليه عند المصلين وإنما هي (مصلى) ، والمصلى لا يأخذ حكم المسجد من حيث منع المرأة الحائض من المكث فيه، فيجوز للنساء حضور الخطبة في هذا المصلى، كما أنه لا تصلى فيه تحية المسجد بهذه النية وإنما بنية الصلاة المطلقة لقوله صلى الله عليه وسلم:"بين كل أذانين صلاة ثلاثاً لمن شاء" رواه البخاري (٦٢٤) ، ومسلم (٨٣٨) من حديث عبد الله بن مغفل المزني - رضي الله عنه - والأذانان هما الأذان والإقامة، كما يجوز أداء النوافل العامة والقبلية منها للصلاة والبعدية لكونها غير مرتبطة بالمكان وإنما بالصلاة، ولا أعتقد أن يكون فعلكم هذا فتنة من النصارى؛ فإن ديننا لا يمنعنا من ذلك، بل هذا ربما يقربهم لنا وإن كانت الفتنة المتوقعة من بعض المسلمين؛ فينبغي أن يتفقهوا في دينهم أولاً، وفق الله الجميع إلى كل خير وفقهنا وإياك في دينه آمين.