التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية
التاريخ ١٤/٥/١٤٢٤هـ
السؤال
لقد استمعت إلى جزء من محاضرة لأحد المشايخ في إحدى الإذاعات، وقد كان يتحدث عن حديث "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ففسر معنى الأخ بأنه ليس أخا الإسلام وإنما الأخ في الإنسانية ككل، بالتالي لا يؤمن أحد حتى يحب للكافر مثلاً الهداية، وعليه كيف يمكن أن نوفق بين هذا المعنى، وبين ما الدعاء على الكفار؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فإن لفظ الأخوة في الحديث الذي ذكرتيه المراد به هو أخوة الدين؛ لأن الكافر ليس أخاً لنا في الدين، قال تعالى "إنما المؤمنون إخوة"[الحجرات: ١٠] ، وهذا أسلوب حصر، فحصر الأخوة في المؤمنين، وقال تعالى عن الكفار كما في سورة التوبة:"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين"[التوبة: ١١] ، فيفهم من الآية أن المشركين إذا لم يتوبوا من شركهم ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فليسوا إخوة لنا في الدين، وليس في الدين ولاء يقوم على الإنسانية، وهذا المصطلح أحدثه الغربيون ليقربوا بين الدين الإسلامي والنصرانية واليهودية، وما ورد من إطلاق لفظ الأخوة على الكفار في سورة الشعراء والأعراف من قبل بعض الأنبياء كقوله - تعالى -: "وإلى عاد أخاهم هودا"[الأعراف: ٦٥] ، وقوله تعالى:"وإلى مدين أخاهم شعيبا"[الأعراف: ٨٥] ، فهذا من باب القرابة من جهة النسب، فهو أخوهم من النسب، لأنه من قبيلتهم، حيث كانت الأنبياء تبعث في أقوامهم، ومما يوضح أن هؤلاء الكفرة ليسوا إخوة لنا في الدين، بل هم شر الخليقة كما في قوله - تعالى -: "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية"[البينة: ٦] ، ومن أصول الدين الولاء والبراء؛ الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين، بل إن إبراهيم -عليه السلام- تبرأ من المشركين قبل البراءة من الشرك؛ كما ذكر الله ذلك في سورة الممتحنة، لكن لا يمنع هذا من الإحسان إلى الكفرة الذين لم يقاتلونا، ولم يظاهروا على إخراجنا، خاصة إذا كانوا أقارب، كما في سورة الممتحنة، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.