عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ ١٩/١١/١٤٢٢
السؤال
ما حكم التكبير في الجنائز وخصوصاً جنائز الشهداء؟
الجواب
إن كنت تقصد التكبير في صحبة الجنازة إلى المصلى ثم إلى المقبرة من المشيعين، وخاصة في جنائز الشهداء من قتلى المواجهة مع أعداء الله ورسوله والمؤمنين، والتي يكون الدافع لها شدة الحماس والغيرة، ووقدة الحنق على هؤلاء المعتدين، فيخرج هذا التكبير والهتاف من نفوس أمضها الضيم، وتمردت على عسف الظالم، واستعلنت بالمواجهة والمدافعة بما تستطيعه، فإننا إذا نظرنا إلى المسألة من ناحية الحكم الشرعي فلا يغيب عنا بارك الله فيكم:
٠١ إن تشييع الجنائز عبادة شرعية توقيفية قال - صلى الله عليه وسلم -: " من شهد الجنازة حتى يُصلَّي فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان " قيل: وما القيراطان؟ قال:" مثل الجبلين العظيمين " رواه البخاري (١٣٢٥) ومسلم (٩٤٥) واللفظ للبخاري.
ولذلك فكل ما يحيط بهذه العبادة مما له صفة التعبد كالذكر ونحوه فلا بد أن يتلقى النص على مشروعيته من المعصوم - صلى الله عليه وسلم - وإلا فهو رد.
٠٢ أننا نعلم أنه قد حملت جنائز أفاضل الصحابة وخيارهم بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنهم المصابون في المعارك كسعد بن معاذ - رضي الله عنه - ومع ذلك لم يكن الصوت يرفع مع الجنازة بذكر ولا بغيره، ولو فعل لنقل، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
٠٣ إن رفع الأصوات مع الجنائز من عادة أهل الكتاب والأعاجم الذين أمرنا بمخالفتهم أما المسلمون فكانوا يستحبون خفض الصوت عند الجنائز، مع امتلاء القلوب بذكر الله وإجلاله وتعظيمه، كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم)(١/٣١٥-٣١٦) تحقيق د. العقل) .