أرجوكم.. فرِّقوا بيننا!
المجيب عبد الرحمن بن عبد العزيز المجيدل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ ١٤/٠١/١٤٢٧هـ
السؤال
أرجوكم ساعدوني، لا تتركوني حائرة معذبة، فقد اكتفيت من هذا العذاب، إنه عذاب أنا من جلبته لنفسي، أنا فتاه ملتزمة، لكني وقعت -بمكالمة هاتفية- مع شخص كان هدفه التسلية فقط، لا أدري ما الذي حصل لي وجعلني أقبل تلك المكالمة؟ ولكني قبلتها هي بالذات، أحس أحياناً بأن ربي يستر علي كثيراً -فلله الحمد- فهذا الشخص ليس لئيماً، فهو لم يحاول إيذائي أبداً، بالرغم من أني أرفض له طلبات كثيرة!!!
وأستطيع أن أقول: إننا أحببنا بعض إلى حد الجنون، اعترف لي بذلك وطلب مني الزواج، وافقت، لكنه لا يستطيع الآن؛ لأنه طالب بالكلية، تأثر مستواه الدراسي وحاول تركي مرات كثيرة وأنا أشجعه على ذلك، ولكنه ما إن يبدأ بذلك إلا ويرجع بعد يوم أو يومين، وأنا أحبه ولا أريد أن يصيبه شيء بسببي.
قررنا أن نشجع بعضنا ونتكلم عن عظم ذنبنا أمام الله، لعل ذلك يردعنا لكن مع ذلك لا نستطيع أن نتخيل الحياة بدون أن نتصل ببعض.
لا أجد أمامي غير دموع الآلام والحسرة والحب والعذاب؟ أرجوكم ساعدوني.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد تألمت لما أصابك ورثيت لحالك، وقلت في نفسي: متى تدرك بناتنا وأخواتنا الحال والواقع، متى تنتهي معاناة الفتيات من المزعجات؟ وإليك خطة الخلاص -بإذن الله- وهي تأملات وخطوات:
أولها: أن ميل المرأة للذكر ميل فطري تدفعه غريزة ركبها الله سبحانه -وتعالى- في الجنسين، وكل شيء فطري فله حل لدى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
والثانية: أن الاتصال من الرجل بالمرأة أو العكس يحكمه في جميع فصوله عاطفة جياشة غامرة مغرقة، وأن العقل يغيب في جميع فصول العرض، والعاطفة لا يمكن أن تسير الحياة أبداً، ولذا اشتطرت الشريعة في النكاح أن يكون ثمة ولي للمرأة، ولا يمكن أن تزوج نفسها مع أنها تستطيع أن تجري أعظم الصفقات المالية بدون الرجوع إلى رجل، فهي في باب تدبير المال لا ينقصها شيء فطري في أصل الخلقة والمتحكم إليه العقل، وأما باب النكاح فتقع في الفخ فقد يستدرجها من ليس لها بكفء؛ لأن العاطفة الغريزية -الميل للذكر- حاضرة في نفسها تغطي العقل أو تحجب أفضل أشعته.
الثالثة: أن الخلاص من [العذاب، الحيرة، الذنب، المرارة]-كما وصفت حالك- يكون بالاتجاه المعاكس وبالتدريج.
المرحلة الأولى: مخاطبة العقل في طرح هذا السؤال: شاب يتصل بفتاة قصده التسلية، فهل يكون أميناً من يأتي البيوت من غير أبوابها؟ وهل يرغب أن يُتَّصل على أخواته أو قريباته؟ ثم كم اتصل بعدك وقبلك وأثناء الاتصال بك على بنات وغرر بهن؟!!
والمرحلة الثانية: يطلب طلبات كثيرة وترفضين، ومع ذلك تصفينه بعدم اللؤم، حيث إنه لم يؤذك، هذا ضرب من تغييب العقل قريب من الجنون، يطلب ما لا يحل كم هو أمين وصالح؟! وحيث إنه لم يبتزك فهو غير لئيم، وأما تعلقك به وهو سبب طلباته غير الملباة من قبلك فهو حسن وجميل.. قاتل الله الحب الأعمى كيف يجعل السيئات حسنات؟!