هنا في الغرب نرى البعض يمارسون أنواعاً من العبادات من صيام وصلاة وفقاً لما هو مذكور في الشرع، مثل صوم يوم عاشوراء، وهناك بعض الناس يمارسون أنواعاً من العبادات مشكوك في صحتها، نرجو التكرم بتوضيح جميع العبادات المسنونة من صيام أو صلاة بخلاف المفروضة علينا. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
أولاً: ننصح السائل بأن يقرأ في كتب العبادات وفي كتب الفقه وفي كتب الحديث؛ ففيها بيان أنواع العبادات كالمستحبات من صيام أو صلاة أو زكاة أو غيرها من سائر أنواع القربات، وأنصح السائل أن يقرأ كتاب بلوغ المرام وأحد شروحه، أو كتاباً في الفقه في أقسام العبادات ليتبين هذه الأمور، ولعلي أذكر شيئاً منها على سبيل الإجمال: فمن العبادات المستحبة -والتي ليست واجبة- صلاة الوتر وهو قيام الليل، فيصلي الإنسان ما شاء ما بين صلاة العشاء وصلاة الفجر ويختم ذلك بركعة، يصلي ركعتين ركعتين ويختم ذلك بركعة هذا يسمى صلاة الليل ويسمى الوتر إذا ختمها بركعة، أيضاً من الصلوات المستحبة الرواتب، وهي ركعتان قبل الفجر وأربع قبل الظهر وركعتان بعد الظهر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء، ومن الصلوات المستحبة سنة الضحى، وأقلها ركعتان وأكثرها ثمان، وقيل: لا حد لأكثرها، ووقتها ما بعد ارتفاع الشمس مقدار مترين، أي: بعد طلوعها بحوالي ربع ساعة أو ثلث ساعة إلى ما قبل الزوال بحوالي عشر دقائق، كل هذا الوقت يصلح أن تصلى فيه سنة الضحى، وهناك نوافل مطلقة يؤديها الإنسان في أي وقت شاء إلا أوقات النهي، والأوقات التي ينهى فيها عن الصلاة هي الأوقات ما بعد صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس وارتفاعها بمقدار مترين، وما بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، وحين يقوم قائم الظهيرة وهو وقت الزوال، فهذه الأوقات التي لا يصلى فيها، وهناك صلوات أخرى منها صلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف والخسوف وصلاة الاستخارة إذا همّ إنسان بعمل فإنه يصلي ركعتين من غير الفريضة ثم بعدها يدعو بالدعاء الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنه قوله:"اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه- شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، ثم اقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به".
فإن انشرحت نفسه إليه يعمل به، هذه هي جملة العبادات المستحبة، بالإضافة إلى ما يشرع في رمضان من صلاة التراويح وتعقد لها الجماعة بعد صلاة العشاء وهي ركعتان ركعتان، أما الصيام فإن الإنسان يشرع له صيام تسعة الأيام من ذي الحجة وأفضلها يوم عرفة، ويشرع للإنسان صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم مع يوم قبله أو يوم بعده، أو كليهما، ويشرع للإنسان صيام ثلاثة أيام من كل شهر في أي وقت شاء وأفضلهما أن تكون أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ويشرع للإنسان صيام يومي الاثنين والخميس، وأفضل الصيام هو صيام يوم وفطر يوم وهو صيام داود عليه السلام، وكذلك يشرع للإنسان صيام ستة أيام من شوال بعد إكمال الإنسان لرمضان، وإذا كان أفطر شيئاً منه يكون قد قضى ما أفطر من رمضان فيصوم ستة أيام من شوال هذه هي الأيام المستحب صيامها، ونسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.