لي أخت في العاشرة من عمرها، سألت أمي سؤالا محرجاً، وهو: لماذا لا تنجب المرأة غير المتزوجة؟ وما الذي يجعل المتزوجة فقط هي التي تحمل وتلد؟ لماذا يجب أن يكون هناك رجل وامرأة؟ فاحتارت أمي ووعدتها بالإجابة لاحقاً، فجاءت أمي تطلب مشورتي، وأنا بدوري أنقلها إليكم؛ لأنكم خير من يقوم بذلك.. فكيف نجيب عليها بالضبط؟ وجزيتم خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
إلى الأخت السائلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إنّ الأطفال في هذا السن الحرج يبدأون بمحاولة التعرف على بعض المصطلحات الغريبة، ومن ثم يبدأون بطرح بعض الأسئلة المحرجة، ولاسيما إذا أحسَّ الطفل أن هذه الأشياء تفتح له باباً إلى عالم لم يكن يعلم عنه شيئاً من ذي قبل-وهذا السؤال الذي طرحته أختك على أمك من هذا القبيل-، ومن شدة الحرج الذي يقع فيه الآباء والأمهات يحدث عندهم ردة فعل تتفاوت من إنسان لآخر، فأحياناً يلجأ الأب أو الأم إلى الإجابات الكاذبة؛ لكي ينهي هذا الموقف الذي تعرض له، وهذه الإجابات الكاذبة في العادة لا تقنع الطفل، مما تجعله يبحث عن الحقيقة بأي شكل كان، مما يجر الطفل أن يكون فريسة للوقوع مع رفقة سيئة يجد عندهم إجابات لكثير من تساؤلاته التي تدور في رأسه، ولا يجد لها إجابة صادقة مقنعة عند أهله، وهذا له من السلبيات الشيء الكثير ما لا يخفى على أحد.
وفريق آخر من الآباء والأمهات يلجأ إلى نهر الطفل ومحاولة صرفه، على ألا يسأل مثل هذه الأسئلة مرة أخرى، فيتظاهر الطفل بالتغافل عن ذلك، وهو في حقيقة الأمر قد صمَّم وعزم وعقد النية على بذل ما في وسعه حتى يتعرف على هذا الشيء الممنوع والمحجوب عنه، وهذه طبيعة البشر الفضولية وحب الاستطلاع، وقد قيل:"الممنوع مرغوب" ومن السلبيات المترتبة على ذلك شعور الطفل بالنقص والإهانة، وهذا بدوره يدفع الطفل لسلوك أفعال غير سوية.